الخدمات الاعلامية
المركز الثقافي الإسلامي بيروت / العلماءُ المسلمون والعرب… بقلم د. إبراهيم حلواني (24) … ابنُ سينا: حُسينٌ بنُ عبدِاللهِ بنِ سينا
المولد: 362 هـ – 973 م، أفشنة قرب بخارى، أوزباكستان.
الوفـاة: 428 هـ – 1037 م، عن 57 سنة، همدان، إيران.
شهرتُه في الغرب وتكريمه
• عالمٌ موسوعيٌّ اشتهر بالطبِّ والفلسفة. تضمّن إرثُه كُتبًا رائدة فيً ميادينَ واسعة: فلكٌ، كيمياء، جغرافيا، علمُ نفس، إسلاميات، منطق، رياضيات، فيزياء، شعر.
• جاء عنه في الويكيبيديا الإنكليزية:
((وُصفَ بأبي الطبِّ الحديث. من بين 450 عملاً له وصلَنا 240، منها 150 في الفلسفة و 40 في الطب. أشهرُ أعمالِه “القانونُ في الطب”، وهو موسوعة طبية أمست مرجعًا طبيًّا لجامعات أوروبا القرون الوسطى، وبقيت معتمدةً حتى 1650. أُعيد طبعُها سنة 1973 في نيويورك)).
• وصفَ مؤسّسُ تاريخ العلوم جورج سارتون ابنَ سينا بأنه “أحدُ أعظم المفكرين والأطباء في التاريخ”، واعتبرَه “من أكثر علماء العالم شهرةً، في كلّ بقاع الأرض، وعلى مدى العصور”.
• جامعاتٌ ومؤسساتٌ عديدة سُمّيَت باسمه في عشرات البلدان منها فرنسا وإيران وطاجكستان والهند وأفغانستان وتركيا والفيليبين.
• إحدى فوّهات القمر سُمّيَت باسمه.
• منذ 2003، وكلَّ سنتين، تقدم الأونيسكو “جائزة ابنِ سينا” لأخلاقيّات العلوم.
• هناك نَصْبٌ تذكاري رباعيٌّ له وللخيّام والرّازي والبيروني، في مكتب الأمم المتحدة في فيينا.
في الطب
لا يمكنني أن أذكر في هذا المختصر، كما فعلتُ مع علماء سابقين، إنجازاتِ ابن سينا في الطب بسبب كثرتها وشموليتها. ولكن حسبي أن أذكر أنّ تلك المنجزات هي التي سببت شهرته العالمية وخلّدت اسمه في الأمم.
التفصل الآتي يعطي القارئ فكرة جيدة عن حجم أعماله والميادين التي خاض فيها. تقوم موسوعة ابن سينا “القانون في الطب” على خمسة كتب:
• تجاربُ في أساسيات الطب، مبادئُ فيزيولوجية، تشريحٌ، حميّة، علاجات عامة.
• لائحةٌ بالمواد الطبية وخصائصها العامة.
• تشخيصُ الأمراض التي تصيب كل عضو من أعضاء الجسم وطرق علاجها.
• تشخيص الأمراض التي تصيب مجموعة من الأعضاء أو الجسم برمته.
• وصفات مختلفة لتركيب الأدوية.
في الفلسفة
• كتَبَ ابنُ سينا في المنطق والأخلاقيات والماورائيات.
• أكثر أعماله كتبت بالعربية، وبعضها بالفارسية.
• تأثر المجتمع الفكري في أوروبا بفلسفته، وتركت أعمالُه في علم النفس ونظرية المعرفة والماورائيات أثرها على فلاسفة القرنين الثاني عشر والثالث عشر.
• نظّر عميقًا في الوجود والحياة والخلق، وانتقده علماء مسلمون عديدون منهم الغزالي وابن تيمية وابن القيّم.
• قدم حُججًا منطقية في وجود الله اعتبرَها مؤرخُ الفلسفة المعاصر بيتر أدمسون أعظم مساهمات ابن سينا في تاريخ الفلسفة وأكثر الأعمال تأثيرًا في الفكر الأوروبي في القرون الوسطى.
• فلسفته وطريقة تفكيره في الدين وتحليلُه للمعتقدات الإسلامية تركت أثرَها العميق في النهج الفكري الإسلاميِّ حتى القرن التاسع عشر.
في الخاتمة، يجدر بي أن أذكر التاليات:
• رفضَ ابنُ سينا اعتبارَ التنجيم علما، ونَكَرَ على المنجّمين أعمالهم، مستدلا عليهم بآيات القرآن الكريم.
• عن منشأ الجبال يقول: “إما أنها تتشكل بفعل اضطراب قشرة الأرض، مثلما يحدث عند هزة أرضية عنيفة، أو أنها نتيجةٌ لجريان الماء… وقد تتطلب تلك التغيرات فترات طويلة من الزمن، وقد يحدث خلالها أن تفقد الجبال بعض هامتها”. نعلم اليوم أن سبب الهزات الأرضية هو تحرك قشرة الأرض، وأن حركات الجبال البطيئة لا تلاحظ إلى عبر ملايين السنين.
• في الضوء يقول: “إن كانت رؤية الضوء تتم بسبب انبعاثِ نوعٍ من الجزيئات الصغيرة من مصدر ضوئي، فذلك يوجب أن تكون للضوء سرعةٌ محدودة”. نعلم اليوم أن الضوء ينطلق بواسطة جزيئات صغيرة جدا نسميها فوتونات، وأنّ سرعته محدودة: 300 ألف كلم بالساعة.
