المركز الثقافي الإسلام بيروت / رمضان المبارك للشيخ الدكتور احمد محمد فارس. رئيس جمعية متخرجي الازهر في لبنان . عضو الهيئة العامة للمركز الثقافي الاسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على ما انعم و الصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الاكرم . وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين . فإن شهر رمضان لكل واحد منا صحيفة أعمال وسجل فعال هي زادنا من دنيانا و ذخيرتنا في آخرتنا . يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد . (ال عمران ٣٠)
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ” ان لربكم في ايام دهركم نفحات الا فتعرضوا لها “.
ورمضان نفحة من نفحات الله أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار .
انه شهر كريم جامع للخير و الوفاء والسمو والصفاء . يوحي الى كل نفس مؤمنة ان تزداد ثقة بالله. ويفتح امامها افاقا” واسعة الى البر والخير و يدعوها الى موائد الحق والى حسن صلتها بالخالق و الخلق .
وبحلول هذا الشهر المبارك ندعو المولى تعالى ان يجعله اشراقة خير وبركة . ومبعث امن و امان و سلام ورجاء في ان يرفع البلاء و يزيل الوباء عن البشرية جمعاء . وأن يعيد الى وطننا العزيز لبنان صفاءه و نقاءه ووحدة بنيه. وأن يخلصه من الوهدة المظلمة التي ارتكس فيها على مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والامنية و الاجتماعية والاخلاقية . وان يصرف عنه الاشرار ويولي عليه الاخيار لتعود اليه صورته المشرقة . و الى بنيه تالفهم ووحدتهم وان يعمل الجميع على لم الشمل ووحدة الكلمة و التنافس في عملية البناء و تقديم ما هو امثل .
وليعلم السياسيون جميعهم ان التمسك بالموقف الخطا ضرب من الجنون. والكيد المتبادل يهدم الوطن ويقطع اواصر المواطنين . ويشحن النفوس بالاحقاد و البغضاء. وينتج من ذلك الباساء و الضراء .
ان الحالة السيئة التي يعيشها المواطنون من جراء استحواذ الشيطان على قلوب معظم السياسيين والمسؤولين . فزين لهم اعمالهم وأعمى أبصارهم عن رؤية دموع الباكين والشعور بآلام الشاكين . وأصم آذانهم عن الاهات والانات . وانعدم الحس الانساني باصحاب الحاجات من المرضى والثكالى والأرامل والايتام والمعوقين والعاطلين عن العمل .
اما آن أن تصحو الضمائر. إن كان هناك بقية منها. و ينقشع ما ران على الالباب والبصائر . وتستثمر المساعي الاخوية العربية . والاهتمامات الدولية بلبنان قبل ان ييأسوا من اصلاحه وحتى لا تصدق المقولة. إن اللبنانيين غير قادرين على حكم انفسهم . وإنهم قاصرون يحتاحون الى من يدير شؤونهم .
علما بان في لبنان رجالات ذوي منزلة رفيعة وكفاءة عالية ومقدرة سامية . كل واحد منهم قادر على ادارة حكم دول اذا مكنته الظروف .
نسأل المولى تعالى في هذا الشهر الكريم الرحمة والمغفرة والعتق من النار .