الحرب أكبر من لبنان/ كتب النائب السابق الدكتور علي درويش

الإنقسام في الآراء الذي سُجل مؤخرا وبحسب النائب السابق علي درويش، يندرج في سياق الإنقسامات الداخلية حول كل العناوين، حيث أنه “ما من عنوان قد لقي إجماعاً حتى اليوم بين اللبنانيين، بسبب الإنقسام الأفقي والعامودي، نتيجة الوضع السياسي الداخلي وامتدادات الوضع الإقليمي وقناعات كل فريق”.
وفي حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، لا يُخفي النائب السابق درويش، أن “لبنان يتأثر بالحرب في غزة والجبهة اللبنانية هي جبهة مواجهة مع العدو ، والرئيس ميقاتي يقول قناعاته كرأسٍ للحكومة الحالية”، مشدداً على أنه “لا يتناغم مع أي جهة”.
وأمّا بالنسبة للتضامن مع غزة، فيشير درويش إلى “إجماعٍ عربي على دعم الفلسطينيين والمطالبة بوقف النار، والدخول في مفاوضات للوصول إلى حلٍ مستدام للقضية الفلسطينية”.
ووفق درويش، فإن “لبنان أصغر من الحرب كما أن الحرب أكبر وبالتالي هناك مواقف متقدمة للحزب الإشتراكي وأحزابٍ وأطراف محلية، وبات واضحاً أن موضوع غزة هو موضوع مركزي، ومن الطبيعي أن تتعدد الآراء إزاءه.”
وعن انعكاس موقف رئيس الحكومة على الواقع الجنوبي الميداني حيث باتت الجبهة مسرحاً ومنطلقاً لعمليات من عدة أطراف وتنظيمات يؤكد درويش أنه “بما أن الحرب قائمة، فإن التفلّت هو أمر وارد، ولكن عندما يُبدي الطرف الآخر جديةً للتوجه لاستقرار دائم في المنطقة يبدأ بغزة، فإن من مصلحة لبنان الوصول إلى حل مستدام، وقد أشار المستشار الأميركي آموس هوكستين في زيارته الأسبوع الماضي، إلى رغبة واشنطن بالحل المستدام، لكنه سمع كلاماً من غالبية المسؤولين اللبنانيين، بأن الوضع في لبنان هو جزء من وضع المنطقة ولا نستطيع فصل لبنان عن وضع المنطقة أولا،ً وثانياً، وفي الموضوع العسكري، فإن المناوشات على جبهة الجنوب والخرق اليومي لطيران العدو لأجواء لبنان، قد سبق حرب غزة ، وثالثاً، وبالنسبة لوحدة الساحات وربط الوضع اللبناني بالوضع الإقليمي، من غير الممكن غضّ النظر عنه”.
وعن موقف لبنان الرسمي من التطورات الإقليمية، يتحدث درويش عن أن “الرئيس ميقاتي عبّر عنه من خلال إدانة الغارات الإيرانية الأخيرة على العراق، وهو لا يتماهى إلاّ مع قناعاته التي يعتبرها الخيار الصحيح، حيث أن الحل مستدام يبدأ في غزة، وبالتالي لا يمكن أن تكون صيغة حل ثنائية بين لبنان والعدو، في ظل ما يحصل في غزة، وفي غياب حلٍ متوازن في المنطقة ينطلق من فلسطين، وهذا سبب لانقسام داخلي، وتبعاته على الواقع اللبناني هي أكبر من وقع مواقف ميقاتي الواضحة في هذه المرحلة والتي تتناغم مع قناعاته والمسؤولية الملقاة على عاتقه، ومع قناعات غالبية اللبنانيين”.

 

 

ليبانون ديبابت .