تقرير | ترند ’’ حلل يا دويري ‘‘ … منح وساماً وعرّى وسائلَ وقنوات …

تقرير:خلال قيام المقاومين الفلسطينين بعملية عسكرية ضد الاحتلال، ومن المسافة صفر، صرخ أحدهم ’’ حلل يا دويري ‘‘ قبل أن يفجّر دبابة إسرائيلية من المسافة الصفرية، فراحت عبارته وسماً عالمياً على منصات التواصل الاجتماعي، ولاقت رواجاً لافتاً من قِبل روادها الداعمين للقضية الفلسطينية. 

وتجدر الإشارة إلى أنّ اللواء الأردني ’’فايز الدويري‘‘ المحلل العسكري والاستراتيجي هو أحد أشهر المحللين في قناة الجزيرة وقنواتٍ أخرى، وقد اشتهر بشكلٍ كبير إثر تحليلاته العسكرية والاستراتيجية لميدان معركة طوفان الأقصى والعمليات التي تبعتها منذ أكتوبر وحتى يومنا هذا، وعندما سمع نداء المقاوم أجاب ’’ حلل يا دويري: نعم سأحلل ‘‘.

اللواء الدويري اعتبر هذا النداء من أشرف وأنبل الأوسمة التي تقلّدها في حياته، ذاكراً في إحدى مقابلاته مؤخراً أنّ كل الحروب والصراعات والعمليات العسكرية التي قام بتحليلها كان حيادياً مطلقاً، فهي لا تعنيه، أما القضية الفلسطينية فأنا اعترف بانحيازي وايماني الكامل والمطلق بها، ولم أرى في حياتي مقاتلين أكثر شجاعة وعقيدة من المقاومين الفلسطينيين.

مراقبون ومحللون إعلاميون وسياسيون رأوا أن الدويري استطاع أن يؤثر ليس فقط في الرأي العام، بل امتدّ إلى ما هو أعمق من ذلك عبر تأثيره في المقاومين الذي اتضح من خلال عبارتهم تلك أنّهم على متابعة لتحليلات الدويري ويستفيدون منها بشكلٍ أو بآخر، ومن وجهة نظرٍ أخرى، فإنّ الدويري يقدّم نصائحاً ميدانية عبر تفسيراته واحتمالاته التي يصرّح بها قد تخدم المقاومة في عملها الميداني بحسب ما يرى محللون.

في سياق متصل، إن عبارة ’’ حلل يا دويري ‘‘ ليست مجرد ترند عابر، بل تأكيداً على أهمية ودور الإعلام المعاصر بتقنياته وأدواته التكنولوجية الحديثة بالتأثير في ميادين الحياة الإنسانية كافة، وليس فقط في الرأي العام، واتجاهات الجمهور، فهذا الترند شكّل نقطة محورية في مسار تأثير الرسالة الإعلامية خلال الحروب والصراعات المحلية والإقليمية، ومدى أهمية توظيف الذكاء البشري والتقني والاصطناعي في تقديم الرسالة الإعلامية المعاصرة.

ومن جانبٍ آخر، فإنّ ما نطق به المقاوم منح قناة الجزيرة وسام الإعلام المعاصر رغم تاريخها الطويل بتغطية القضية الفلسطينية تحديداً، واستشهاد مئات الصحفيين لديها، إلا أنّ عبارته هذه أحملتها لواء القضية من البوابة الإعلامية، فالخرائط الرقمية، والمحلل الفَطِن، والتقنيات البصرية والفنية البارزة التي تستخدمها الجزيرة، جعلت لها تأثيراً في ميدان المعركة.

إلا أنّ ذلك عرّى قنواتٍ أخرى تعتمد الناقل والمنقول في تغطية طوفان الأقصى ومجازر الاحتلال، وموت الإنسانية في غزة، بين سياسةٍ تضغط، وقواعداً تحكم، وأخلاقاً إعلامية تُباع وتشترى هنا وهناك.

#غزة #القدس #طوفان_الأقصى #فلسطين #حلل_يادويري #فايز_الدويري #لبنان #تقرير