الخدمات الاعلامية

الدور الاقليمي للتجارب التحررية العربية محور المقاومة وخرائط تعدد الاقطاب/ كتب علي يوسف

هي المرة الثالثة ومنذ ما قبل وما بعد الحرب العالمية الثانية التي تأخذ فيها دولة او قوى عربية زمام مبادرة فعلي قادر على ان يحقق تحولا او يقود تحولا في ميزان القوى الاقليمي واشدد هنا على كلمة الاقليمي حتى لا ابخس حق تحولات وطنية عربية لم ترقى الى اخذ مفاعيل اقليمية او دولية….
المرة الاولى جاءت نتيجة الثورة المصرية بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وما نتج عنها من تأميم قناة السويس والوحدة المصرية السورية ومشروع دول عدم الانحياز وما رافق كل ذلك ..
والمرة الثانية هي حين انطلاق الثورة الفلسطينية بقيادة الزعيم الراحل ياسر عرفات وما رافقها من تشكل تنظيمات وبروز قيادات صلبة واستهاض حركات تحرر وطني ذات ابعاد تقدمية ماركسية ..
ونحن الآن امام المرة الثالثة والتي تتميز بنشوء محور المقاومة الذي نشهد حاليا التحولات التي يفرضها والتي تنبىء بإعادة رسم خارطة سياسية واقتصادية جديدة في المنطقة على انقاض شكل ومفاعيل سايكس بيكو وعلى انقاض الكيان الصهيوني الذي يتجه للزوال ككيان و كضامن لخرائط سايكس بيكو وكشرطي ضامن للمصالح الاستعمارية الغربية ..
ولعل ما يُميز بين التجارب التاريخية الثلاث هو ان التجربتين تجربة الناصرية ومفاعيلها وتجربة صعود المقاومة الفلسطينية بصيغتها السابقة حصلتا ونمتا في ظلال محور دولي كبير وضخم ومهم تمثل بالاتحاد السوفياتي الذي شكل داعما وحاميا وقلل من ضرورات الاعتماد على القوى الذاتية مما عرض هاتين التجربتين بعد انهيار الاتحاد السوفياتي الى انهيارات كانت حاسمة لجهة انتهاء مفاعيل الثورة المصرية في الداخل المصري وفي الاقليم وكانت مؤذية الى حد كبير بالنسبة للثورة الفلسطينية وكان يمكن ان تكون حاسمة لولا ان الاحتلال الغاصب بمعانيه ومضامينه وسياساته حدّ من امكان انتهائها كقضية اضافة الى ان التهجير الفلسطيني في مخيمات الشتات و تخوف الدول العربية الحاضنة لهذه المخيمات كل بحسب ظروفه واسبابه من توطين الفلسطينيين ادى الى بقاء القضية الفلسطينية حيّة هذا بالطبع الى الدور الكبير والحاسم الذي لعبه تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه المغتصبة وزرع “ثقافة المفتاح” في الاجيال من جيل الى جيل …
الا ان التجربة الثالثة وهي تجربة المقاومة بشكليها دولا ومنظمات قامت على اسس اكثر تماسكا كونها بنيت على قوى ذاتية وعلى دعم تشابكي حوّل الالتزام الايديولوجي والاخلاقي والانساني والحقوقي الى مصلحة وطنية ومشروع بنيوي تحرري ..
هذا التحول البنيوي الذي شكله مشروع وفكر المقاومة استطاع ان يأخذ مداه وموقعه واستراتيجيته من استمرار القضية الفلسطينية حيّة و من تعارضها الوجودي مع الكيان الصهيوني الغاصب الذي يشكل الاداة الاستعمارية مما وحّد المعركة بين تحرير الارض وبين التحرر الوطني ارادة وسيادة وتنمية وحرية وثقافة في المنطقة …
وبدخول المقاومة الفلسطينية محور المقاومة اتخذ مشروع محور المقاومة وجهة موحدة واستراتيجية واحدة وواضحة .. وارتبط التفاعل بالتشبيك الكلّي …..
و استفاد المحور من بداية مرحلة التحولات الدولية نحو عالم متعدد الاقطاب فتعزز دوره كفاعل في هذه التحولات .. واستطاع بفعل ارتكازه على القدرات التشبيكية في بناء قدراته الذاتية ان يحفظ استقلال قراره وان يطرح محوره كقطب من الاقطاب المتعددة التي هي قيد البناء وان تكون مهمته الني اعلنت طوفان الاقصى بداية وضعها على سكة التنفيذ “اعادة رسم خرائط الاقليم جغرافيا وسياسيا واقتصاديا وتنمويا على انقاض سايكس بيكو وعلى انقاض الكيان المغتصب لفلسطين الشرطي الضامن لمفاعيل سايكس بيكو وللمصالح الاستعمارية في الاقليم “….
ما كتبته هنا هو مقدمة لما سأكتبه كقراءة لكلمة سيد المقاومة الاستراتيجية التي جاء قسمها الأول في ذكرى اغتيال الشهيدين قاسم سليماني مهندس محور المقاومة و ابو مهدي المهندس ورفاقهما .. ويأتي قسمها الثاني في الاحتفال التأبيني لمستشار سيد المقاومة الحاج محمد ياغي ….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi