قصيدة لشاعر فلسطين الأديب الأستاذ مروان الخطيب/هذي دِمَائي..كالسَّحَاب…!

هذي دِمَائي..كالسَّحَاب…!

 

هذي دِمَائيْ،
في الهَواءِ فَرَاشةٌ،
ترنو إلى الشَّمسِ،
السَّماءِ،
وتحترقْ،
هذي دِمَائيْ،
كالسَّحَابِ،
وفوقَها أملُ الوَليدِ،
وَرَجْعُ أنفاسِ الشَّهِيدِ،
وتأتَلقْ…،
هذي دِمَائيْ،
حارقاتٌ،
خارقاتٌ،
صاعداتٌ،
قُبَّراتٌ،
زقزقاتٌ شامخاتٌ،
سَوسَناتٌ سَاجِداتٌ،
في رِحَابِ الشَّوقِ،
قامتْ كي تصلي الفجرَ في عُرْسِ الجِهادِ،
وفي تحاليقِ النَّفَقْ…،
هذي دِمَائيْ،
فوقَ أقطارِ العُروبةِ،
فوقَ مَنْ يُدْعَوْنَ،
من سُلالاتِ النَّجَابةِ والكَيَاسَةِ والمُروءةِ والفُحُولةِ والحَبَقْ…،
هذي دِمَائيْ،
رَاعِشَاتٌ،
تعتلي نبضَ البَيَانِ،
وَصَهْوَةَ الفَجْرِ الأبيِّ،
ولا تُسَاومُ في المَدَى أعداءَها،
أبداً،
ولا تَقتَاتُ،
مِنْ قَطْفِ النَّدَمْ،
لا،
لا،
ولا تمتاحُ من يَمِّ الأُجاجِ،
المَاكرِ الهَيْمَانِ في سِفْرِ الوَرَمْ،
هذي دِمَائيْ،
تعتلي الأشوَاقَ،
في مَرْقَى الحَرَمْ،
في كَعْبَتِي،
سَجَدَتْ تُنَاجِي اللهَ،
كيْ تتجاوزَ،
الثِّيرَانَ،
والنِّيرانَ،
والأَشْرَاكَ،
والأَشْوَاكَ،
في أرضِ النُّبُوَّةِ،
والشَّوَاهقِ كالعَلَمْ…،
هذي دِمَائيْ،
في الجَنَى النَّشْوَانِ،
تكتبُ يَومَها الخَمْرِيَّ،
سُلافَها،
غَدَهَا الشَّجِيَّ،
الصَّاهِلَ المِعطَارَ في بياناتِ الأُمَمْ،
وَتُزَاحِمُ الأَنْوَاءَ،
كي تُرْسِي دِعَامَاتِ المَرايَا،
في مَسَارَاتِ العُروجِ الفذِّ نحوَ الشَّمسِ،
نَحْوَ البَحرِ،
نَحْوَ كتابِها المِقْدَامِ،
في سِفْرِ الهِمَمْ،
ذَيَّاكَ مَنْ قرأَ الشَّهامَةَ جَيِّداً،
جِيناتِ مَنْ خَانُوا الأصالةَ والقِيَمْ…،
هذي دِمَائيْ،
تزرعُ الأحلامَ،
حُلْماً،
بَعْدَ حُلْمْ،
وتُنازلُ الأوهامَ،
وَهْمَاً،
بَعْدَ وَهْمْ،
وترتِّبُ الأَبْعَادَ،
في مَسْرَى القِيَامِ إلى انتصارِ اللَّوزِ،
والتِّينِ الأشَمْ…،
فاكتبْ على الجَذْعِ الوَقُورِ مَرَامَنا:
إنَّا رِجَالَاتٌ،
وَفَوْقَ الأرضِ،
أعلامٌ ويَمْ،
وَنُبعثِرُ الأنذالَ والمُحْتَلَّ،
في أرضِ الكَرَامَةِ والبَسَالَةِ،
كالرَّمادِ العَفْنِ،
يَذْهَبُ للسَّواقطِ واللَّمَمْ،
ويُجَالِسُ الأوغادَ،
في سِفْرِ الدَّحَارِيجِ المُلُوكِ،
من اليَعَارِيبِ الطُّغَاةِ،
مِنَ العَجَمْ،
إنَّا رِجَالاتٌ،
ونفقهُ تِرْبَنَا،
تَلْكَ النُّجُومَ،
وَطَبْعَ صَهيونِ اليَهُودِ،
نِطافَ أبناءِ البَغَايَا،
والسِّياسيَّ الوَخِمْ…،
وَنُسَجِّلُ المِيقَاتَ،
يَوْمَ صُعُودِنَا للصُّبْحِ،
يومَ الفجرِ،
يومَ النَّصرِ،
والفَرَجِ الأعمْ،
ونُسَجِّلُ الذِّكرَى،
بِلَونِ ذُؤابةِ،
الأحرَارِ،
والأخيَارِ،
والأطهَارِ،
في رأسِ القِيَامَةِ،
نَحْوَ الشَّمسِ،
والعُرسِ المُظَفَّرِ،
بارتقاءِ دِمَائنا،
طُوفانَ أقصانا،
يُكَبِّرُ للصَّلاةِ بعدَ عُسرْ،
تكبيرَ نصرْ…،
ونُسَجِّلُ الآتيْ،
الحَمَامَ غَمَامَةً،
تَرْنُو لِيَومِ الفَتْحِ،
مِيلَادَ النُّهَى،
والصُّبْحَ مِنْ عَكَّا،
تَرَامَى عُقْدَةً،
فِيْ وَجْهِ نابِليُونَ،
مَنْ أهدَى سُيُوفَ الغَدْرِ،
للضَّنَكِ العَتُومِ العَارِي في غُولدا،
حتَّى تَلَاشَى الأبيضُ النَّدْيانُ،
في مَجْرى الهَوَا،
صَنَمَاً مُغَطَّىً،
بالسَّوادِ،
وبالرَّمادِ،
وبالضَّلَالِ العَاتِي،
في المَهْوَى الأَصَمْ…،
هذي دِمَائيْ،
لَحْنُ أَعْطَافِ النَّشِيدْ،
وَهْيَ الثُّريَّا في الفضاءِ الغَضِّ،
أحلامُ القَصِيدْ،
والباقياتُ من المَعَالي الخُضْرِ،
طَارتْ للوضُوءِ،
وللرُّكوعِ الخاشعِ،
الذَّوَبَانِ في رُكنِ السُّجُودْ،
وتهيَّأتْ للنَّصرِ،
والآمالِ في الآتي المَجِيدْ…!

مَروان مُحمَّد الخطيب
21/10/2023م