نصر الله لن يكرر خطيئة السادات /الشراع 27 تشرين اول 2023

الشراع 27 تشرين اول 2023

في مذكراته التي نشرت بعد العام 1973, يذكر  المشير عبد الغني الجمصي ، وهو احد ابرز قادة الجيش المصري خلال حرب اكتوبر المجيدة عام 1973 , وقد تولى وزارة الدفاع في مصر بعد الحرب، في  مذكراته التي نشرت في مصر : ان انور السادات اخبر يوم الثامن من اكتوبر ،  وزير خارجية اميركا هنري كيسنغر وكان مستشاراً للامن القومي الاميركي ،  ان الجيش المصري  الذي عبر قناة السويس في السادس من الشهر نفسه ، سيقف عند هذا الحد بعد اسقاط خط بارليف ، على الضفة الشرقية للقناة ، وانه لن يتقدم شبراً واحداً نحو الممرات في وسط سيناء ، وهي آخر خط صهيوني قبل الحدود الدولية بين مصر وفلسطين المحتلة .
كيف استقبل كيسنغر هذه الهدية المجانية من انور السادات ؟

اتصل كيسنغر برئيسة وزراء العدو الصهيوني غولدامائير ، التي كانت وبخته قبل يوم واحد واصفة اياه بإبن العاهرة ، داعية اياه الى انقاذ ابناء جلدته من اليهود بعد عبور الجيش المصري القناة وتحرير الجيش السوري الجزء الاكبر من مرتفعات الجولان المحتلة ، ليبلغها بهدية انور السادات المجانية ،

تلقفت غولدا مائير الهدية الساداتية ، بسحب عشرات الاف الجنود والدبابات من الجبهة المصرية ، وارسلتها الى الجبهة السورية لتنفرد بها وتعيد احتلال مرصد جبل الشيخ في الجولان السوري الذي كانت القوات السورية حررته يوم السادس من تشرين اول .
كان تزامن المواجهة على الجبهتين المصرية والسورية ، ضد العدو الصهيوني المحتل يوم السادس من اكتوبر احد اهم عوامل النصر الذي تم في بداية الحرب .
ولا شك ان امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله يملك هذه المعطيات ، وهو يتعامل معها  ، كما يقول محللون استراتيجيون وفق المعادلة التالية :

حماس تملك الآن كل الامكانات لتخوض الحرب المباشرة مع العدو الصهيوني ، وهي حتى الآن لم تطلب منا التدخل لمساعدتها ، ومن حقها ان تظهر قدرتها على الصمود ومفاجأة العدو وايقاع الخسائر به بمفردها ومعها الاخوة في الجهاد الاسلامي،
احد المحللين اضاف:  ان السيد حسن لن يقدم خدمة مجانية للعدو،  كما فعل انور السادات عام 1973 ، عندما ابلغ كيسنغر ان الجيس المصري لن يتقدم ابعد من خط بارليف يوم 8/10/1973 ، وهذا ما اتاح لكيسنجر ابلاغ غولدامائير كي تتفرغ للجبهة السوريةً, وبالتالي سيظل اصبع المقاومة الاسلامية على الزناد لإطلاق النار 24/24على العدو الصهيوني ، وهو لم يقدم نحو 50 مظلوماً  في مواجهة العدو .. كي يتراجع بعد هذه الدماء

احد المحللين قال:

جاهزيةالمقاومة الاسلامية على جبهة المواجهة مع الصهاينة، اثبتت انها اعمق من مجرد المشاغلة ، لأنها جمدت 150 الف جندي وضابط صهيوني على الجبهة اللبنانية ، والزمت مجرم الحرب بنيامين نتنياهو المماطلة في بدء الغزو البري لقطاع غزة ،
لم يشارك حزب الله  في الحرب  المفتوحة ، لكنه يشتبك مع العدو على طول مئة كيلومتر من الجبهة .. وهو يملك معطيات تحديد مشاركته
لكن السيد نصر الله لن يقول اننا لن نحارب العدو .. ليهدي العدو هذا الامر كما فعل السادات منذ نصف قرن .
احمد خالد

مجلة الشراع