الاجتياح البري يغير نظرية العدو!/ بقلم اشرف بدر موقع الصحافيون العرب/ الشراع

الشراع 16 تشرين اول 2023

جدل  كبير يدور في وسائل الإعلام الإسرائيلية ، حول الاجتياح البري للقطاع، بالترافق مع ما يشبه الإجماع على ضرورة تدمير بنية المقاومة ومحوها…

مكمن الجدل بين الجنرالات “السابقين” الذين يظهرون في الإعلام، يتعلق باليوم التالي للقضاء على المقاومة …هنالك من يحذر من اليوم التالي للاجتياح، ماذا سيحدث عندما يتم القضاء على المقاومة، من سيحكم القطاع ؟ومن سيدير الأمور..؟ لذلك نجد تحذيرات من بعض الجنرالات من الذهاب نحو احتلال القطاع، بمعنى الذهاب نحو تدمير المقاومة، ثم الانسحاب بعد ذلك، والتحذير من التورط بحكم 2 مليون نسمة، أو بحرب شوارع…
يتضافر مع هذا التوجه ما صرح به بايدن ل CBS: “يجب تدمير حماس لكن احتلال غزة خطأ كبير”
في المقابل نجد من المعلقين الإسرائيليين ،من يدعو إلى الذهاب بعيداً، وعدم الاكتفاء باجتياح القطاع، وإنما بالتوجه إلى شمال فلسطين…ينطلق المنادون بذلك من أمرين، أولهما: ان هجوم السابع من أكتوبر ما كان ليتم لولا مساعدة ودعم مالي ولوجستي من المحور الايراني، وبالتالي فهو متورط بهذه الحرب ويجب عقابه. وثانيهما: ان “كارثة” السابع من اكتوبر ما كانت لتحدث لولا أن “البراديغم” أو الإطار النظري كان خاطئاً..بمعنى ان الإطار النظري الذي كانت تنطلق منه إسرائيل في التعامل مع القطاع كان خاطئاَ، والذي يفترض بأنه يمكن احتواء المقاومة في القطاع أو اضعافها من خلال “التحكم بالتسهيلات الحياتية”…

من وجهة نظر هؤلاء المعلقين، يكمن الخطأ الاستراتيجي في اغماض إسرائيل عينها عن تسلح المقاومة ومراكمتها للقوة، ظناً منها بأن المقاومة في القطاع لا تشكل خطر استراتيجي عليها..لكن السابع من اكتوبر أثبت فشل هذه النظرية، ويجب ان لا يتكرر الخطأ الاستراتيجي في التعامل مع الحزب في جنوب لبنان، يجب عدم التسليم بوجود قوة مسلجة على حدود الكيان الصهيونى …يجب عدم انتظار تكرار السابع من اكتوبر في الجبهة الشمالية ، والمبادرة بالقضاء على الحزب، قبل أن يبادر الحزب.
الخلاصة:

على الرغم من  إعلان الحكومة الإسرائيلية عن الهدف من الحرب وهو “القضاء على حماس وإعادة المخطوفين”…لكن يبدو انه لا خطة  عملية لتنفيذ الهدفين، أو اليوم التالي لتنفيذ الهدف من الحرب (إن نجحت إسرائيل بذلك)…ويبدو ان الأمور تخضع للتطورات على الأرض…وكأن الأمور تسير بحسب نظرية كرة الثلج التي تتدحرج وتكبر تدريجياً…

مجلة الشراع