سوء ادارة الصراع عند اليمين المسيحي اللبناني الفينيقي/ الشراع

شراع 2 تشرين اول 2023

مهما ادعّت الاطراف الحزبية المسيحية الانتماء  والتكوين شعارات اخلاقية لا يمكنها ان تخفي طابعها اليميني غير التقدمي الغارق بعقد الطائفية والاسلاموفوبيا والاشتراكيتوفوبيا ولو انّ للسيد سامي الجميّل محاولات حثيثة لاظهار حزب الكتائب اليوم على غير حزب كتائب الحرب الاهلية.

لو شاء البطرك قيادة الصراع جدّيا ضد.حلفاء الصمود والتصدّي لكان له مواقفا اكثر حزما واكثر ايلاما كجمع احزاب اليمين والزامهم عبر الاقناع على خطوة سياسية لا تقوى اطراف الصمود والتصدي على تحمّلها ابدا.

فبدل التفاوض الممل القابل للخداع وللماطلة وللاتهام بالفدرلة وبدل تقاسم الحصص في الدولة و في البحر نفطاً وغازاً وفي البرّ عبر ادارات لامركزية كان الاجدى تسليم الدولة كلها لاطراف الصمود والتصدي،حكومة وقرارات وترك اطراف الصمود والتصدي يحكمون كما يشاؤون كما لو ان لا رأي عام مسيحي يميني في البلاد.

اعلان الانسحاب السياسي-الاقتصادي من الحكومة لا من الدولة ولا من البلاد وترك اطراف الصمود والتصدي يحكمون لوحدهم سيجعل الاخيرين يقفزون في قعر المجهول وسيفضحون انفسهم امام الملأ…

ليحكموا رئيسا للجمهورية  ورئيسا للحكومة ورئيسا للمجلس النيابي وليمتنع البطرك وليمتنع النواب عن اجراء اي لقاء مباشر خارج جلسات المجلس النيابي وليلعبوا فعلا دور المعارضة البناءة الفاضحة للفاشلين…
عقدة انتخابات اوائل التسعينات من القرن الماضي عبر المقاطعة ليست نفسها الان فحينها كان الحاكم الفعلي والمباشر السادة غازي كنعان وعبدالحليم خدام مع احزاب تابعة لدمشق اما الان فالامر مختلف تماما فلا وجود امني رسمي فعال لغير القوى اللبنانية…

لو قررت الاطراف المسيحية تسليم الحكومة كلها مع رئيس الجمهورية للصمود والتصدي لانهاروا ولصرخوا ولوقفوا عند باب البطرك لارضائه.
الا ان.بعض الاطراف اليمينية تفكر تجاريا اكثر مما تفكر سياسيا وتخاف ان هي ابتعدت عن السلطة التنفيذية ان تنهب اطراف الصمود والتصدي وحدها ملح وماء البحر وتراب البرّ…

طالما تيار المستقبل خارج السلطة التنفيذية وبحال لحقته الاحزاب المسيحية فمن سيبقى ليؤلف حكومة وليستمع لرئيس جمهورية؟
اول شرط لانتصار اطراف اليمين ان يتخلوا عن التفكير التجاري في السياسة وان يمكروا بالسياسة …

يريدون السيد سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية ليكن وليكن ايضا سليمان فرنجية آخر من اهل السنة والجماعة ولتحكم اطراف الصمود والتصدي السلطة التنفيذية وليكتفي اطراف اليمين برميهم بالحجارة في المجلس النيابي…

تقاسم الحصص بواحد بالزائد وبواحد بالناقص في الدولة قمار سياسي لا يجدي.

لتقول احزاب اليمين لاطراف الصمود والتصدي في لعبة البوكر السياسية: “سولد”.

احكموا لوحدكم كل السلطة التنفيذية وافضحوا انفسكم امام كل الناس…
من هنا ومن تحت شجرة فلفل هندي محررة وبائسة في حديقة الصنائع وجالسا على مقعد كان خشبيا في يوم الايام قبل سرقة الواح الخشب اتابع سقوط احزاب اليمين في فخ الصمود والتصدي الذين يراوغون بانتظار ايجاد حل دولي ما لدمشق ولطهران لتخرجا من مازقهما مع واشنطن…

والله اعلم.
#زنوبيا_النكدية.

 

مجلة الشراع