الشراع 5 ايلول 2023

يبدو ان الأمريكيين على عجلة من أمرهم في إنهاء موضوع التطبيع السعودي، مع الكيان الصهيونى ،ليكون  انجازاً لإدارة بايدن ،ليسجل له التاريخ انه أول رئيس أمريكي يستطيع جمع شمل “العدوين، الإسرائيلي والسعودي  لدرجة الاعتراف ببعضهما البعض. هكذا يتمنى زعيم البيت الأبيض، لكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه.
في مسألة التطبيع السعودي الإسرائيلي تشهد المنطقة رحلات سياسية مكوكية تتعلق في هذه الموضوع، الذي يعتبر حديث الساعة أمريكياً وإسرائيلياً وليس سعودياً. فالسعوديون كما يبدو لا يحبون الاكثار من الحديث حول هذا الموضوع تاركين الأمر للأمريكي والإسرائيلي.
على ذمة صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” فإن السياسي الأمريكي بريت ماكغورغ الذي يسمونه “قيصر” البيت الأبيض في الشرق الأوسط، سيزور هذا الأسبوع السعودية مع مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، لبحث موضوع العلاقات  مع إسرائيل، على الرغم من أن السعودية كانت قد استقبلت قبل شهر ونيف مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان. ولا ننسى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن كان في الرياض للمهمة  نفسها في يونيو/حزيران الماضي.
ماذا تحمل هذه الزيارات في طياتها؟ الأمر واضح تماماً. الإدارة الأمريكية تريد على جناح السرعة ان يسمع العالم بعلاقات  بين إسرائيل والسعودية، الأمر الذي سيكون بمثابة هزة سياسية بقوة 6 درجات ولكن ليس حسب ميزان ريختر، بل حسب ميزان بايدن.
الرئيس الأمريكي يستهدف أمرين: أولهما تحقيق انجاز سياسي يوازي الإنجاز الذي حققه الرئيس الأمريكي السابق ترامب في التوصل لاتفاقات ابراهام (الامارات البحرين) وبعدها السودان والمغرب، وثانيهما إعادة انتخابه مجددا رئيساً للولايات المتحدة إذا نجح  بإقناع السعودية بإقامة علاقة مع الكيان الصهيونى . وعلى الرغم  من أن بايدن لا يكل ولا يمل من العمل على هذا الموضوع، لكن الأمر لغاية الآن بعيد المنال.
تصوروا أن المبعوثين الأمريكيين (رايحين جايين) وبكثرة إلى بلاد الحرمين من أجل إقناع المملكة بإقامة علاقات مع العدو الصهيوني ، ولم يتوصلوا لحد الآن إلى أمر ملموس حول ذلك، والجانب السعودي يلتزم الصمت في قضية الاعتراف ولا توجد زيارات مكوكية سعودية لواشنطن. الموقف السعودي واضح. مقابل العلاقات : دولة فلسطينية، نووي لأغراض مدنية (برنامج نووي مدني تدعمه الولايات المتحدة)، اتفاق دفاع مشترك مع الولايات المتحدة شبيهة بحلف شمال الأطلسي (تلزم الولايات المتحدة بالدفاع عن السعودية إذا تعرضت لهجوم)، وتمكين السعودية من شراء أسلحة أمريكية أكثر تطوراً.
السلطة الفلسطينية لا تزال داخل لعبة المفاوضات من أجل اتفاق العلاقات  بين إسرائيل والسعودية. وأن السلطة، وحسب ثلاثة مسؤولين تحدثوا لـ “تايمز أوف إسرائيل ” تسعى إلى خطوات تتضمن الدعم الأمريكي للاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وإعادة فتح قنصليتها في القدس وإلغاء تشريع الكونغرس الذي يصف السلطة الفلسطينية كمنظمة إرعابية لحقوق ، ونقل أراضي الضفة الغربية من إسرائيل. للسيطرة الفلسطينية، وهدم البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية.
هناك أسئلة تطرح نفسها: هل ترضى إسرائيل بأن تصبح السعودية دولة نووية؟ وهل ترضى بإقامة دولة فلسطينية حسب التصور الفلسطيني، وهل ترضى أمريكا بالخطوات الفلسطينية؟ كافة المؤشرات لا توحي بالإيجابية.  والأمر الأهم هل تحظى معاهدة أمريكية جديدة مع السعودية بدعم ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ؟ أكيد لا، لأن الجمهوريين (كأغلبية في الكونغرس) لن يمنحوا بايدن انتصارًا في السياسة الخارجية.

مجلةالشراع