الشراع 10 اب 2023

انه من اشهر طرقات لبنان ، هو على الطريق بين بيروت والبقاع ، هو كوع شهير لكثرة ما تدهورت عنده شاحنات لبنانية وسورية واردنية وعراقية تحمل بضائع او تنقلها  .. اياً يكن سائقيها ..

غير ان شهرة الكوع الاساسية ، مستمدة من الحوادث التي كان خلالها شباب حزبي الكتائب-الاحرار (شمعون )يتعرضون للسيارات التي كانت تخرج من بيروت تحمل شباباً وفتيات متوجهة الى دمشق، لتحية جمال عبد الناصر بطل الجمهورية العربية المتحدة اثناء وجوده في دمشق للاحتفال بعيد الوحدة المصرية السورية..

كانت صور عبد الناصر وعلم الوحدة تزين السيارات القادمة من بيروت والمناطق المحيطة، وكانت هذه الاشارة المباشرة ليهجم عليها الكتائبيون وانصار شمعون، عند الكوع الذي يلزم سائقي السيارات بالتمهل في سيرهم، ويضربون الركاب ويحطمون زجاج سياراتهم، وينتزعون صور عبد الناصر ويمزقونها
كان الامر يتكرر في الذهاب وفي الإياب، وسنوياً في مناسبة عيد الوحدة، وكان لبنان كله يضج باخبار هذا العدوان … حتى كانت الحرب الاهلية بدءاً من العام 1975.. ليصبح الكوع الشهير احد جبهات الصراع المسلح طيلة حرب السنتين

  • خليل الجمل

هو اول قتلى المقاومة الفلسطينية من ابناء بيروت في غور الاردن بعد معركة الكرامة الشهيرة في شهر آذار 1968 .التي صمدت فيها المقاومة الفلسطينية وحركة فتح تحديداً

انه ابن بيروت خليل عز الدين الجمل ، وقد حمل نعشه من الاردن الى دمشق فبيروت في سيارة اسعاف، وعند وصول السيارة التي تقل الجثمان الى كوع الكحالة الشهير حصل ما كان غير متوقع في 10نيسان 1969
وهنا نترك للرئيس الراحل شفيق الوزان ان يقول شهادته ؛

كنت رئيسا لجمعية متخرجي المقاصد وقد كلفت يومها بالتوجه  لاستقبال جثمان البطل، وعند وصولي الى بلدة  الكحالة فوجئت بشبابها  عند كوعها الشهير يقطعون الطريق على السيارة والموكب، فصعقت اول الامر وراح خيالي الى ايام الوحدة وما كان يتعرض له ابناء بيروت عند هذا الكوع السياسي الحزبي ..

لكن المفاجأة -يتابع الرئيس الوزان -كانت في ان شباب الكحالة الكتائبيين والشمعونيين والمستقلين اندفعوا لحمل نعش الشاب الجمل وراحوا يرفعونه على الكفوف ويدورون له تقليداً تكريمياً للفقيد الشاب

  • محطة اليوم

يرى مراقب حيادي: ان هجوم اليوم على شاحنة سلاح تدهورت
هي في سياق تاريخي، لمهمة كوع الكحالة الشهير مع مراعاة الامور السياسية التالية:

-ان نقل سلاح حزب الله في الاراضي اللبنانية امر مصان في البيانات الوزارية كلها منذ اتفاق الطائف عام 1989, وهو امر لا يتعرض له ولا يمنعه الجيش اللبناني باوامر سياسية حكومية..

٢- ان حصول هذه الحادثة في وقت كشف مقتل مسؤول القوات اللبنانية السابق في بلدة عين ابل الجنوبية، وتوجيه الاتهام الى حزب الله بمقتله، والبعض اعتبر مقتل المسؤول السابق للقوات شبيهاً بمقتل المظلوم لقمان سليم ،هذا الامر يؤكد ان اللبنانيين سياسيين ومواطنين يعيشون في حالة استنفار شاملة ، واذا كانت اصابع  العسكريين منهم على الزناد فإن الاخطر ان الاستنفار هو مذهبي وعصبي عند المدنيين كلهم

٣- المناخ الاقليمي كله مستنفر على وقع محاولات تطبيق اتفاقيات في بيكين وفي جدة وفي القاهرة وفي العلمين

واذا كانت التعبئة نفست في عين الحلوة وربما وإدت في عين ابل فإن اللبنانيين مسلمين ومسيحيين لا يريدون استعادة ادوار كوع الكحالة السابقة، مهما دفعت الاعصاب المشدودة الى اطلاق التهديدات وعبارات الغضب

مجلة الشراع