اصعب تحدي يواجهه نبيه بري / الشراع 21 تموز 2023

الشراع 21 تموز 2023

انه تحدي انقسام حركة امل في بنت جبيل بين عائلتي بزي وبيضون ، وهما من اكبر عائلات مركز القضاء الذي يحمل اسمها( ومنها عائلات سعد وشرارة ..) والبعض يقول ان الانقسام الاخطر سيكون على مستوى الحركة كلها!

واذا كانت بنت جبيل تاريخياً تواجه منافسة بين زعامتي علي بزي العروبي المؤيد لفؤاد شهاب  ، وبين عبد اللطيف بيضون الاسعدي نسبة لكامل الاسعد ، فإن بنت جبيل حالياً ومنذ سنوات تواجه اختيارات لمقعد نيابي واحد اعطته معادلة تقاسم نواب الجنوب بين حزب الله وحركة امل ، بين النائب الحركي السابق علي بزي والنائب الحالي اشرف بيضون .

وواقع الامر ان معادلة جديدة تفرض نفسها داخل الحركة التي اسسها الامام موسى الصدر وهي تظهر في الواقع التالي:

الحاج عبد الله بري جاء بعلي بزي من اميركا ليطلب من والده رئيس الحركة منذ نيسان 1980 اب منذ اكثر من 43 سنة،  ادخال صديقه في اميركا علي بزي الى المجلس النيابي ليظل نائبا لعدة دورات .. وان الاخ غير الشقيق لعبد الله اي باسل بري جاء بأشرف بيضون من اطار موظفي مجلس النواب ليكون نائبًا مكان بزي اعتباراً من دورة 2022 .

اهالي البلدة – المدينة بنت جبيل الذين عرفوا  هذا الانقسام التقليدي القروي  بين العائلتين الكبيرتين ، ما كانوا ليتوقعوا ان يعود  هذا الانقسام ،  ضمن اطار تنظيم الحركة الشيعية .. لكنه حصل منذ لحظة ابعاد ابن بزي والمجىء بإبن بيضون ، في انتخابات ايار 2022..ليطفواالولاء العائلي على السطح طامساً الولاء الحركي ..وتلك هي القضية .
والعائلية هذه المرة ليست بين عائلتين في بنت جبيل فقط ، بل وداخل عائلة نبيه بري نفسه
ونحن لن ندخل في واقع التنافس داخل بيت نبيه بري وبين المحيطين به ، فذلك حديث آخر .

لكننا يجب ان نذكر من واقع الانتخابات النيابية الماضية تلك:

ان مرشح حزب الله في  الانتخابات النيابية السابقة حسن فضل الله حصل وحده على اكثر من 42 الف صوت وهو في لائحة واحدة مع مرشحي حركة امل ايوب حميد واشرف بيضون اللذين حصلا مجتمعين على نحو 15 الف صوت ، اي ان مرشح حزب الله حصل على نحو ثلاثة اضعاف اصوات مرشحي امل الاثنين ..ونحن نذكر هذه الارقام لنشير الى ان بعضاً في عائلة بزي اعاد  الفارق الكبير الى ترشيح ابن بيضون مكان ابن بزي ( نحن مرة اخرى لا نجري تقييماً بين شخصيتي علي بزي واشرف بيضون )

النتيجة المباشرة للتنافس بين بزي وبيضون ظهرت في انباء سربها حركيون في بنت جبيل ، تفيد بأن نحو 35 حركياً منهم المسؤول العسكري  بلال بزي الذي قاتل مع مصطفى شمران ،اعلنوا تجميد عضويتهم في امل ، على خلفية الموقف من النائب بيضون .

وجهاء في عائلة بزي يقولون ان النائب اشرف بيضون الذي لا يملك مرتكز قوة في الحركة ، خارج دعم باسل بري يلقى دعماً مادياً قوياً من مغتربي البلدة وخصوصاً من آل بيضون ، ويتحدثون عن مبلغ 110 آلاف دولار تلقاها من المغتربين من ابناء البلدة كمساعدة لاعمال اجتماعية في البلدة ، فضلاً عن مبالغ اخرى للغاية نفسها .

مصدر من آل بيضون قال للشراع تعليقاً على هذا الدعم : نحن نفتخر بأن النائب بيضون استطاع تحقيق هذا الانجاز لصالح فقراء البلدة والقضاء، وهذه تسجل له ولا تسجل عليه ، فليقيموا اداء هذا الشاب السياسي والنيابي والشخصي ،بموضوعية خارج الحسابات العائلية .

هذا الانقسام الذي يطفو في اكثر من موقع في الجنوب في صفوف امل ، يبدو حتى الآن ممسوكاً الى حد ما في حياة نبيه بري ، لكن هذا لا يلغي ان مراكز القوى المتعددة في الحركة ،  تتأهب ومنذ فترة ،لخوض معركة زعامة الحركة بعد بري انطلاقاً من بيته الصغير الى بيت الحركة الكبير
غير ان هذا حديث آخر

احمد خالد

مجلة الشراع