مار الياس – عاشوراء -وسعاد حسني – وحسن صبرا/الشراع

الشراع 19 تموز 2023

نقلاً عن الزميل جوني الصديق في برنامجه الاذاعي المميز : صوتك عالي صوت الغد:

ان احد المسابح في بعلبك اعلن عن برنامج دخول مجاني الى مسبحه في اليوم الاول من عاشوراء لكل ثنائي يحمل الذكر فيه اسم عبد الله ، وتحمل انثاه اسم فاطمة …وكل من يحمل اسماء مرتبطة بالمناسبة في الايام العشر التالية .

استذكرت في هذه المبادرة الجميلة امران  قد يتشابهان:

الاول من الطبيعة نفسها

والثاني هو صاحب السبق الاعلامي ، ومن التوجه الفني المبادر

اليوم هو عيد مار الياس ، فلماذا لا يبادر مسبح او مسرح او سينما او مطعم الى ادخال كل من يحمل اسم الياس في منطقته مجاناً الى مؤسسته ( واذا كان هناك اشخاصاً كثيرون يحملون الاسم نفسه ، فلتكن القرعة على اول خمس اشخاص مثلاً)

ولأنني احتفظ بنفسي بذكريات جميلة جداً عن هذا العيد فإنني استميحكم  ان اختار واقعتين فقط من هذه الذكريات :

الواقعة الاولى:

حين كنت مراهقاً تعلق قلبي بفتاة ارثوذكسية في حينا ، رافقتها الى عيد مار الياس في تلك الفترة ، فقصدنا وشقيقها وهي ثالثتنا ، بل هي الاولى كنيسة مار الياس بطينا ، وكانت جولتنا في الكنيسة من اجمل ليالي العمر ، فمحبوبتي معي نتذوق انواع الحلويات ونعيد الكرة واللف عدة مرات وانا اطير فرحاً بالحبيبة حتى صرخت بأعلى صوتي : يا ريت كل ليلة مار الياس .. وقد خلعت قلبي من صدري عندما سمعتها تشاركني الدعاء ..اي والله يا ريت كل ليلة مار الياس .. ويا ليلة ما نمتها عشقاً وولهاً وغراماً بريئاً .

الواقعة الثانية:

هي عندما عرفت ان والدتي الحاجة ام علي رحمها الله نذرت عندما اخرج من المستشفى بعد اصابتي في محاولة اغتيال في 14/9/1987، ان تتوجه الى كنيسة مار الياس بطينا نفسها لتضيء شمعة بنية شفائي .

وعندما خرجت من المستشفى بعد اسبوعين من الاصابة معافً بحمد الله وإذنه .. وفت  الحاجة ام علي بنذرها ، وتوجهت الى الكنيسة من منزلنا في شارع داوود ابو شقرا في المصيطبة حافية القدمين واضاءت شمعة لشفاء ابنها حسن .. الى رحمة الله ايتها الأم الطاهرة وقد اغرورقت عيناي بالدموع وانا اكتب عنك …

والله يا امي

واسمحوا لي ان اختم بهذه المعلومة – السابقة وفي الفن الذي اعتبره من اهم قيم الحياة لما يسعد به ابطاله الناس عبر الاجيال والى ان تنتهي الخليقة .
عام 1958 , عرضت شاشة سينما المتروبول في وسط بيروت اول افلام الفنانة العربية سعاد حسني وكانت في سن الثامنة عشرة من عمرها واسمه حسن ونعيمة ، مع الفنان الصاعد محرم فؤاد صاحب اغنية رمش عينه ، واغنية الحلوة داير شباكها شجر الفاكهة ولا في البساتين .

سينما المتروبول بادرت الى الكتابة عند مدخل السينما وفي الاعلان الذي نشر في الصحف يومها ان كل فتاة تحمل اسم نعيمة وخطيبها او بعلها يحمل اسم حسن سيعفيان من رسم تذكرة الدخول بعد ابراز هوية كل منهما ..
ما اجمل مبادرات الحياة السهلة
ما اجمل ذكريات العمر المتنوعة
شكراً للزميل جوتي الصديق تقديمه الجميل المحرض على الابداع

حسن صبرا

مجلة الشراع