حوار مع شخصية مارونية: عن جبران وسليمان وحزب الله والمسيحيين /الشراع 22 حزيران 2023

الشراع 22 حزيران 2023

 لعله من اصدق التوصيفات هذا الذي قالته للشراع شخصية مارونية مطلعة:

ان ما يجري الآن بين القوى المارونية هو ترسيم نفوذ بين الجميع في الداخل ، وانعكاسات ذلك من الخارج
وفي هذه الحالة ، فلعله للمرة الثانية منذ الاستقلال الاول عام 1943 , يقرر الداخل في الشأن الرئاسي اكثر من الخارج
المرة الاولى جاء الداخل بسليمان فرنجية الجد عام 1970، من دون تدخل يذكر من الخارج
المرة الثانية يرفض الداخل – حتى الآن – المجيء بسليمان الحفيد .. والمفارقة انه قال لا للام  الحنون كما كانوا يطلقون عليها اي فرنسا ، حتى الزموها ان تتراجع عن محاولة فرض فرنجية ، وربما تضطر للالتفاف على الامر وتقاربه من زاوية اخرى ، انما  من دون الدخول بتحدي مع الداخل المسيحي ، ولا استفزاز للتوجه المسيحي العام الرافض لمرشح تريده فرنسا
ونحن نعتبر-  والكلام للشخصية المسيحية المارونية – ان ارسال وزير الخارجية الفرنسية السابق جان ايف لو دريان كمبعوث للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ، الى لبنان هو اعتراف فرنسي بفشل الفريق الفرنسي الذي كان مكلفاً من قبله بالاشراف على شؤون لبنان واهمها على الاطلاق رئاسة الجمهورية
وفي هذه الحالة ، فإن المسيحيين في لبنان خبطوا ارجلهم بالارض وقالوا : “على الاقل امر الرئاسة الاولى لنا “.. ألم يقل الشيعة ان امر الرئاسة الثانية لنا وها هم يسيطرون منذ ثلاثة عقود عليها بشخص واحد هو نبيه بري ،حتى صار بحكم الممارسة هو حاكم الثانية وماداً يديه على الاولى ومتحكماً بالثالثة ؟
نحن – والكلام للشخصية المارونية – لا نتطلع الى حكم الثالثة وقد سلمها الطائف معظم صلاحيات ألرئيس الماروني ، وطبعاً لانفكر بالسيطرة على الاولى بوجود درع التثبيت من حزب الله لنبيه بري ..
نحن نقوم بتحرك استباقي لمنع فرض المر والامر علينا … فنحن ضد المثالثة ، لأنها ستفرض حتماً الفدرالية .. وهذا يعني زوال لبنان !
الشخصية المارونية قالت للشراع: لم يحصل حزب الله والمقاومة على دعم من اي جهة اسلامية خصوصاً السنة مثلما حصل عليه من الموارنة …لقد حصد ميشال عون 72% من اصوات ومقاعد المسيحيين وكان متماهياً مع الحزب والمقاومة ، حين كان السنة ينتظرون سقوط الحزب ومقاومته ..
وتستمهل  الشخصية في كلامها لتقول : غير ان معطيات الواقع الجديد القادم مع تمسك الحزب بسليمان فرنجية جعله يخسر الاغلبية الساحقة من المسيحيين ، ففرنجية المسيحي ليس نقياً للمسيحيين وهو مع بشار وهو مع حزب الله ، وبمجرد ان يكون هو مرشح نبيه بري فإنه يخسر القسم الاعظم من المسيحيين والمسلمين ايضاً
هنا تتمادى الشخصية المارونية في موقفها من بري لتقول : بعد اربعين يوم يعود حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى منزله ، وسيتولى شيعي جاء به بري حاكمية مصرف لبنان كما ينص قانون المصرف المركزي! الا يعني هذا ان الفراغ الرئاسي سيكون لمصلحة بري ، بتأخير انتخاب رئيس للجمهورية ، ؟ وماذا يعني تصريح نائب بري في مجلس النواب الياس بو صعب بأنه قدم اقتراحاً بإنتخابات نيابية مبكرة ؟ اليس هذا ابتزازاً من بري للمسيحيين بأن تنتخبوا سليمان وإلا الفراغ او سيطرة الشيعة على مصرف لبنان ؟ ألا يكفيه بري وضع يده على وزارة المالية ؟
ثم واخيراً اذا كان بري وجماعته يدعون للحوار المشروط بمناقشة ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية ، فهذا لا يعد حواراً بل عقد اذعان … وهذا ما يرفضه كل المسيحيين ..
وتختم الشخصية متسائلة : الم نسمع تحذيرا من جماعة بري بعد فشله في فرض سليمان فرنجية رئيسًا في جلسة 14/6/2023 ، بأن على المسيحيين ان يستعدوا لتحمل مسؤولية افشال مرشحنا للرئاسة ؟ ماهي طبيعة هذا التحذير ؟ هل يخيفوننا بالعدد ؟
اليس هذا التخويف مدعاة لنا كي نستمر بالرفض البديهي والطبيعي والمحق لفرض مرشح تحدي شيعي على الموارنة والمسيحيين وبقية اللبنانيين ؟
الشراع