خاص- “الشراع”: هل يفعلها باسيل ويسير في خيار حزب الله الرئاسي؟/الشراع

الشراع 22 ايار 2023

مع قرب حلول شهر حزيران  يونيو ، والحديث عن إمكان حدوث حلحلة في موضوع الانتخابات الرئاسية خلاله، وفقاً لما يرجوه الرئيس نبيه بري على الاقل، فان السؤال المركزي المتصل بذلك يتعلق بموقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل واحتمال اقترابه مما يطلبه منه حليفه السابق او الحالي حزب الله وحليف حليفه حركة امل بالسير بانتخاب النائب السابق سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية.

والمطلوب من باسيل كما يبدو حتى الان على الاقل ، ليس ان ينتخب تكتل التيار الوطني الحر النيابي سليمان فرنجية ، بل ان يشارك اعضاؤه في جلسة الانتخاب في دورتيها الاولى والثانية وبما يضمن عدم تطيير نصاب الاخيرة ،بعد اعلان رئيس حزب القوات سمير جعجع وكذلك رئيس حزب الكتائب سامي الجميل انهما عازمان على  تطييرالنصاب للحؤول دون انتخاب مرشح محور الممانعة اي سليمان فرنجية.

ومن دون مشاركة باسيل لا يمكن لجلسة الانتخاب ان تكتمل في دورتها الثانية ،بمعزل عن صوابية النقاش الدائر حول ما اذا كان انتخاب فرنجية لن يحظى بغطاء مسيحي في حال لم تقم الكتل المسيحية الكبرى بالتصويت له.

ولعل هذا الامر هو السبب في تشدد باسيل الذي يسعى لتحقيق اكبر قدر من المكاسب والربحية من خلال الاستحقاق الرئاسي سواء تم له ذلك من خلال اتفاق مع ثنائي حركة امل وحزب الله او من خلال اتفاق مضاد مع قوى المعارضة وعلى رأسها القوات اللبنانية.

والمقصود بذلك ليس القول ان باسيل يقف اليوم على مفترق طرق عارضاً التوافق مع الجميع او بصريح العبارة لمن يدفع له الثمن الذي يريد ، سواء كان من هذا الاصطفاف او ذاك ،  الا انه اليوم أقرب ما يكون الى ذلك في الشكل على الاقل .فالسياسة ليست عملاً خيرياً وما يحركها هو المصالح فضلاً عن موازين القوى التي قد يكون لرئيس التيار الوطني مقارباته المختلفة عن الاخرين حيالها ، وذلك بمعزل عن الشعارات المرفوعة والبرامج المعلنة .

ومع اتساع دائرة الشكوك بإمكان اقدام باسيل على تغيير موقفه وسط عملية التجييش الواسعة الحاصلة في هذا السياق،فان حزب الله وفق معلومات خاصة ب”الشراع” ما زال يأمل بان يخطو رئيس التيار الوطني الحر خطوات باتجاه العمل على اعادة تفاهم مار مخايل بينه وبين التيار من خلال السير بخيار حزب الله بانتخاب فرنجية من خلال تأمين اكتمال نصاب جلسة انتخابه وليس من خلال التصويت له.

وبات واضحاً في هذا المجال هو ان باسيل استطاع من خلال موقفه على هذا الصعيد ، التحول الى البوابة التي لا بد من عبورها اذا كان يراد انتخاب فرنجية رئيساً. ومن دون هذه البوابة فان لا مجال البتة لسلوك اي بوابة اخرى لا سيما بوابة القوات ورئيسها سمير جعجع الذي رفع سقف مواقفه بشكل غير مسبوق وقطع الطريق على اي صيغة يمكن معها تليين موقفه علما ان الخصومة التي تحكم علاقته ببنشعي تتجاوز باشواط الخصومة بين باسيل وفرنجية ، رغم ان الاخير بادر وما زال يبادر من اجل تقريب المسافة بين المردة والقوات من دون ان يسجل اي نجاح في هذا الصدد. واخر ما سجل في هذا الاطار هو اللقاءات التي عقدت بين نواب من الطرفين في استراليا.

المهم في هذا السياق هو ان باسيل الباحث عن أثمان للموقف الذي سيتخذه ، قد يكون بحاجة لنظرة واقعية تلحظ ما يحصل من متغيرات . خصوصاً وانه امام لعبة غير مسبوقة قد يخسر فيها كل شيء في حال لم ينجح في حصاد الاثمان التي يريدها كتيار استطاع من خلال تفاهم مار مخايل ومن خلال رئاسة عمه ان يكرس مواقع اساسية له داخل الدولة العميقة او ما يسمى كذلك في لبنان، وذلك عبر عشرات لا بل مئات الانصار والتابعين لتياره في مختلف الادارات والمؤسسات العامة. هذا فضلاً عن حضوره غير العادي في مجلس النواب ومجلس الوزراء … الخ.

ومن المهم التوقف في هذا المجال امام ما يمكن ان يخسره وما يمكن ان يربحه في الوقت نفسه من خلال الخطوات التي سيعمد الى اتخاذها في موضوع الانتخابات الرئاسية.

في الظاهر او في الشكل على الاقل ،ثمة الكثير مما يمكن ان يخسره باسيل وتياره في حال استمر على مواقفه بالنسبة لتحالفاته السابقة المجسدة بشكل اساسي بتفاهم مار مخايل.

واي استعادة لما حصل في البلاد لاكثر من عقد من الزمان تظهر بوضوح ان كل ما امكن للتيار تحقيقه ما كان يمكن له ان يحققه وبالوزن والتأثير والفعالية التي حققها بعيداً عن تفاهم مار مخايل لا بل لم يكن ممكناً تحقيقه خارج التفاهم المشار اليه ، مقابل ما دفعه من أثمان في المقابل وفي مقدمتها فرض العقوبات الاميركية على شخص باسيل.

واذا كان العقد السابق شكل فيه باسيل مع عمه علامة فارقة في الحكم والسلطة بفعل هذا التفاهم ،فان هناك شكوكاً بان يستمر في ذلك مع تياره في حال حصل الطلاق مع حزب الله. ولذلك فان لا مصلحة لباسيل الا بالعودة الى التفاهم لا سيما مع المتغيرات الحاصلة في المنطقة. والمفتاح على هذا الصعيد هو في عدم الاستمرار في رفض خيار حزب الله الرئاسي. وهو امر يبقى مطروحاً وغير مستبعد خصوصاً اذا حاز باسيل على الاثمان التي يريدها مقابل ذلك. ومنطق الامور يشير الى ان ما زرعه رئيس التيار الوطني الحر طوال سنوات حتى يبدده اليوم ويتخلى عن حليفه الوحيد عملياً وهو حزب الله.

هذا في حال لم يكن هناك ما هو مضمر في حسابات باسيل من اوراق بديلة . وحتى يظهر هذا الامر فان لا مصلحة له  اليوم او غدا في طي صفحة العلاقة مع الحزب وما يمثله.

لذلك ، فان السؤال عن الوجهة التي سينتهجها باسيل ما زال مطروحاً وهو : هل يفعلها باسيل ويسير في الوجهة التي يريدها حزب الله مع حلفائه في الانتخابات الرئاسية ام سيكون له موقف اخر؟

مجلة الشراع