الحضن الايراني اكثر راحة لبشار!/ بقلم حسن صبرا/الشراع

الشراع 5 ايار 2023

ليست مصادفة ابداً ان يسارع الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي لزيارة دمشق للقاء بشار الاسد ودعمه ، وهو على عتبة قمة عربية لن يسمح له بدخولها الا بتطبيق شروط وقعها وزير خارجيته فيصل المقداد في جدة مع زميله السعودي الامير فيصل بن فرحان .
الشروط نشرتها الشراع سابقاً وهي اربعة :
١- مصالحة وطنية سورية ، وهو امر يستحيل  ان يوافق عليه بشار ، لأنه يتصرف كمنتصر على كل سورية والسوريين ، إلا من ظلوا داخل سورية لاسباب كل الدنيا تعرفها .. فمع من سيتصالح ؟، اذا كان كل الذين سيتصالح معهم مهزومون من وجهة نظره، واذا ارتضى التصالح فهو يعتبر هذا تنازلاً لن يقدم عليه بشار مجاناً !!
-٢- عودة آمنة للمهجرين  السوريين الى وطنهم ، ومن قال انه يريد عودة اي مهجر الى وطنه ونسبة 99% منهم من المسلمين السنة ، وهم المهزومون وهم الذين شاركوا في المظاهرات ضده وطالبوا برحيله ( يلا ارحل يا بشار )
ومنهم القسم الاعظم من القتلى ، ومنهم اكثر من نصف مليون مفقود داخل السجون وخارجها ( هل نسيتم صور 11الف سجين سوري عذبوا حتى الموت وصورت مراحل التعذيب في 55الف صورة استدعت اصدار قانون قيصر الشهير ؟)
هل نسيتم قول بشار ان سورية اليوم اصبحت اكثر انسجاماً بعد خروج عشرة ملايين سني ، ليتقلص الفارق بين اعداد الاقلية العلوية الحاكمة والاقلية السنية المحكومة؟
٣- حل سياسي للازمة السورية ، وهذا يعني تطبيق القرار الدولي رقم 2254 الذي عمل لاصداره وزيرا خارجية اميركا جون كيري ، وروسيا سيرجي لافروف ، في حزيران / يونيو عام 2012 ..
واهم بنوده اعادة تكوين السلطة في سورية ( وقيل يومها ان تنتقل معادلة الحكم في العراق الى سورية ، حيث تصبح السلطة في مجلس الوزراء الذي يرأسه سني وتتبع له الاجهزة الامنية بعد اعادة تشكيلها ، كما تتبع له قيادة الجيش بعد اعادة تشكيله ليصبح جيشا لسورية ، لا جيشاً عقائدياً ولا حزبيا بعثياً ولا عائلياً لآل الاسد !!، وان يكون رئيس الجمهورية علوي كما هو الكردي رئيس جمهورية العراق ، اي يملك ولا يحكم .
٤- عودة سورية الى الحضن العربي . اي حضور قمة عربية وعودتها الى مؤسسات الجامعة العربية..
هذه الشروط لم ولن ويستحيل على بشار ان يقبلها ، لذا فهو لن يغامر بالعودة الى الحضن العربي ، وهو المرتاح في الحضن الايراني الذي يوفر له كل ما يتناسب مع طبيعة النظام الذي بناه حافظ الاسد ، ويحافظ عليه ولداه بشار وماهر بأقسى وافظع طرق الإرعاب،
مطالب ايران واضحة من آل الاسد :
افعلوا ما شئتم في سورية ، لتضمنوا بقاءكم في السلطة ونحن معكم ، لا نريد منكم سوى الولاء لمشروعنا الذي يمتد من القتال ضد العدو الصهيوني على جبهة واحدة ممتدة من جنوبي لبنان الى الجولان وتمرير الاسلحة اللازمة للمقاومة الاسلامية ضد العدو الصهيوني ، واسمحوا لنا ان نكشف كل ما يمكن كشفه من مقامات لآل البيت في كل سورية ، لتتحول هذه المقامات الى مزارات شيعية سياحية وما يتوفر لها وما تحتاج من حمايات ورعايات وتدفق رواد من كل مكان وفتح المجال واسعاً للتشيع وممارسة طقوسه كما في ايران والعراق ولبنان واليمن ..وفي كل ارض فيها شيعة اثني عشرية ..!!
وانسوا ان دمشق هي عاصمة الامويين او قلب العروبة النابض !!
انها المعادلة نفسها التي وضعها حافظ الاسد وهو يستتبع ضباطه : افعلوا ما شئتم في سورية والسوريين : اجمعوا المال ابنوا القصور صادروا الاراضي اسبوا النساء ، لكن ولاءكم الاول والاخير لي دائماً
وماذا عن الإعمار ؟
بشار يريد من العرب اعمار سورية ،التي دمرتها صواريخه وطائرات مجرم الحرب فلاديمير بوتين ، والبراميل المتفجرة.. وهو يقول للعرب : هاتوا اموالكم لإعمار سورية ، وافتحوا سفاراتكم وخزائنكم وسنسمي احياء ً تعمرونها باسماء قادتكم .. وليس لكم الا هذا عندي !!
بهذه الشروط كتب بشار الاسد المناقصة والمزايدة ، لإعادة اعمار سورية… وهو يتذاكى على العرب بوضعهم امام الامر الواقع : سورية مدمرة واهلها خارجها ، فإذا شئتم اعادة المهجرين عمروها اولاً ثم نعيد اهلها بعد الإعمار
ولمن لا يدرك ابعاد اقوال بشار هذه من العرب عليه ان يطلب الخرائط والتصورات الا وضعتها لجانه الامنية والاعمارية للمخطط المحيط بدمشق ، والذي مسحت فيه احياء وقرى الغوطتين وهما سكن اهل دمشق وريفها من السنة ، ليقيم فوقها بشار واسماء واثرياء الحرب معهما مشاريع سياحية وخدماتية تلغي نهائياً اي امكانية لعودة فرد واحد من سكانها اليها … وهي ارضه وسكنه وعمله ومدرسة اولاده ..
ايران لم ولن تتخلى عن آل الاسد، ولن تفرض عليهم شروطاً الا السماح لها بالعمل كما تريد ، واقع الامر ان طهران تملك من السلطة والقوى والارادة داخل سورية ،ما لا يملك منه بشار وشقيقه اكثر من10%. والعرب منقسمون حول سورية ، معظمهم مع آل الاسد ، والذين يدعمون الشعب السوري لا تأثير لهم داخل سورية ، هذا اذا لم نتحدث عن الاختراقات العربية للمعارضة الوطنية السورية حتى احالتها الى معارضات ثم رواد فنادق ..عجزةحتى عن التواصل مع الداخل وشبه منبوذين من الخارج !
ايران لم ولن تتخلى عن حلفائها ، وراقبوا منذ لحظة اندلاع الانتفاضة الشعبية في سورية ضد آل الاسد ، كيف حافظت طهران على مشروع ثابت بمنع اسقاطهم طيلة اربع سنوات ، وفي العام الخامس نجحت بإدخال مجرم الحرب فلاديمير بوتين الى سورية اعتباراً من 30/9/2015 ، فأنقذ بشار من السقوط ، وعندما دخل بوتين مستنقع اوكرانيا منذ سنة وثلاثة اشهر تقريباً ، واضطر لتخفيف تواجده داخل سورية ، قامت ايران بالواجب ، وهي تتحمل الغارات الصهيونية على مواقعها ، وقد حرصت الطائرات الصهيونية المقاتلة على توجيه رسالة دم لزيارة ابراهيم رئيسي الى دمشق ، لكن الرجل خرج بعد ان ترك وفوداً من عشرات الاشخاص في كل الاختصاصات ليقول للعرب : لسنا مهتمين بإعماركم المشروط
وليقول للعدو الصهيوني: دمروا ما شئتم من مواقعنا في سورية فنحن لن نغادرها حتى لو لم يبق فيها عربي واحد !!

مجلةالشراع