قصيدة للشاعر الكبير د.ابراهيم ديب اسعد//سقيمُ الهوى//

يا حاملَ الغيمِ مِنْ غمّي ومن ألمي
أمطِرْ جراحيَ عطرًا من رذاذِ دمي

أحيِ مواتَ الثرى حتى أرى قطَعًا
من الخمائلِ تنمو من صلاةِ فمي

واسقِ مرابعَ نجدٍ إنْ مررْتَ بها
وحاذر البوحَ عن جرحي وعن سقمي

تاللهِ ما إنْ ذكرْتُ الحيَّ في سَلَمٍ
إلّا وفاضَتْ دموعُ العينِ بالنّدمِ

إنّي أحنُّ اليهم والنّوى قدري
ما لي سوى حبِّهم ذخري ومعتصمي

متى أعودُ ـ فديْتُ الربعَ إنْ بعدوا ـ
حتى أُقبّلَ منهم موطئَ القَدَمِ

أنا السقيمُ وكم أفنيْتُ من جسدٍ
فاسألْ رياحين آلامي عن الرّممِ

يا حاملَ الريحِ نحو الشرقِ في سفُنٍ
أُرسُ على شاطئِ الأحقافِ من حُلُمي

فلي بها شادنٌ ما زلتُ أرقبُ
حتى يرقَّ فيدنيني من الحَرمِ

واللهِ ما حدْتُ يومًا عن محبّتِه
وليس لي غايةٌ إلّاه من قِدَمِ

ابراهيم ديب أسعد