الشراع 19 نيسان 2023

مع ان مخبريه خصوصاً في لبنان …يرقصون فرحاً بإقبال العرب على بشار ، معتبرين ذلك انتصاراً له ولصموده في مواجهة المؤامرة الكونية عليه ( سورية في نظر هؤلاء هي الاسد وشقيقه والويته ومخبروه ومنهم المنظرون إياهم ) فإن الواقع يقول غير ذلك ، ولن يمضي وقت طويل حتى يبدأ المنظرون المخبرون انفسهم بتبرير عدم حماسه للعودة الى الحضن العربي
يخشى بشار العودة الى العرب ، حتى لو احتل كرسي سورية في جامعة الدول العربية ، وحضر القمة العربية المقررة في الرياض بعد عدة اسابيع .. للاسباب التالية :
١- البيان المشترك الصادر عن لقاء وزيري خارجية السعودية وسورية : فيصل الفرحان وفيصل المقداد تحدث عن تسوية سياسية شاملة داخل سورية
وتحدث البيان عن عودة آمنة للمهجرين وهم اكثر من عشرة ملايين سوري سني
البيان تحدث عن مصالحة وطنية شاملة
هذه النقاط الثلاث يقاومها الاسد كما يقاوم الجسد المريض السرطان .. لأن النقاط الثلاث التي وضعتها الرياض ووافق على اصدارها مندوب بشار فيصل المقداد ، هي بداية نهاية حكم آل الاسد في سورية
انها التطبيق العملي للقرار 2254 الذي وضعه وزيرا خارجية روسيا واميركا ، سيرجي لافروف وجون كيري في جنيف في حزيران 2012. . والذي نص في اول بنوده على اعادة تشكيل السلطة في سورية ، وعلى وضع دستور جديد يتفق عليه النظام والقوى الوطنية السورية المعارضة
نعم دخل مجرم الحرب فلاديمير بوتين على الخط ، واجهض القرار بفرض دستور على سورية يلغي فيه وحدة سورية بإعتماد الفدرالية ، ويلغي فيه عروبة سورية من الاسم الى التربية والثقافة ، ويلغي فيه اشتراط ان يكون رئيس الجمهورية العربية السورية من ابوين عربيين منذ الولادة ، وعلى المذهب السني .
٢-بات معلوماً للجميع ، ان دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ، ودولة قطر ودولة الكويت 🇰🇼 لن يدفعا فلسا. واحداً لإعادة اعمار سورية إلا اذا تحرك بشار نحو التسوية السياسية الشاملة التي وردت في بيان الفيصلين ( المقداد وفرحان ) في السعودية ، وبمتابعة اوضاع سورية العالقة بين الاستبداد والفساد ، فإن الدمار الذي سببه القصف الهمجي براً وبحراً وجواً وبراميل متفجرة وقصف جوي وبري بمدفعية وطيران بوتين والاسد .. يؤشر الى استحالة اعمار ان لم يسبقه اصلاح سياسي حقيقي يشمل سورية كلها .. ولم يعد هناك من قدرة على تغطية السموات بالقبوات .. بزعم وجود داعش ومنظمات التمسلم السياسي الآرعابي وكان صنيعة النظام واردوغان وبوتين والاميركان والعدو الصهيوني…
الجميع شركاء في دفن الشيخ زنكي ، والجميع استخدمه ويستخدمه .. ولن يصرف فلس على الإعمار ولن يعود مهجر ولن تتم مصالحة ولن يوضع دستور
طالما ظلت العقلية الحاكمة هي منبت الفساد والاستبداد
٣- اسقط الاتفاق السعودي-الايراني في بيكين ، الفزاعة التي كان بشار يستدرج فيها العروض التجارية والسياسية ، بأنه مستعد للعودة الى الحضن العربي ومغادرة التبعية لإيران مقابل مليارات الدولارات ، ومقابل عدم البحث معه بأي اصلاح او تحسين سلوك ، او محاسبة او سؤال عن اكثر من ربع مليون مخطوف قابع في زنازين التعذيب حتى الموت والظلام الابدي ..
الآن
انتزعت الرياض هذه الورقة من ايدي بشار وتوجهت لبحث جدي ومعمق في ترتيب علاقاتها مع ايران
ومثلما اعتمدت طهران معادلة : لا تفاوضونا عن اليمن بل تحدثوا الى الحوثيين ، فإن الرياض لم تخاطب طهران حول مستقبل سورية ، بل استدعت بشار الى دول عربية مختلفة لتفرض عليه حوارا عربياً – عربياً
واسمحوا لنا ان نقسم الحوارات العربية مع بشار الى قسمين :
القسم الاول تديره دولة الامارات العربية المتحدة 🇦🇪 وفيه توجه لسحب بشار بالإغراءات المالية الى مفاوضات مباشرة مع العدو الصهيوني ، وهذا القسم تم الاتفاق عليه بين الامارات والعدو قبل وخلال وبعد زيارة بنيامين نتانياهو الى ابو ظبي ، وفي حكومات نتنياهو السابقة والحالية .
القسم الثاني وتقوده المملكة العربية السعودية ودولة قطر .. ويهتم بإيجاد حل سياسي شامل في سورية يتضمن عودة المهجرين واجراء مصالحة وطنية حقيقية ، وقيام سلطة وطنية حقيقية بمشاركة جميع الاطراف ، وهذا يعني اخضاع الجيش السوري والاجهزة الامنية والعسكرية لسلطة مجلس وزراء يقوم على اساس المصالحة الوطنية والمشاركة الفعلية !!
فهل يتحمل نظام اقامه حافظ الاسد ليحكم فيه سورية الى الابد من فوق الارض ومن قبره سورية عبر اولاده وجماعاتهم … هذه المعادلات الجديدة جداً على سورية ؟ ولماذ تتوقعون ان يسارع بشار للتبشير بعودته الى جامعة الدول العربية ؟
قال لنا الراحل عبد الحليم خدام : ان حافظ الاسد الذي اعطته إسرائيل 98% من الاراضي المحتلة ، وفق وديعة رابين التي اطلعه عليها بيل كلينتون ، رفض اعادة إسرائيل مرتفعات الجولان ، لأنه قرأ ان اتفاقية كامب ديفيد التي وقعها انور السادات مع العدو الصهيوني فرضت تعديلاً في تعامل السادات داخليا وخصوصاً في وجود احزاب سياسية بعضها معارض ونشوء صحافة تنتقد وتكون رأي عام يحاسب … وهذه كلها من المحرمات عند حافظ الاسد المتأله ، والذي يجن جنونه اذا قرأ نقداً له او لنظامه .. فقرر ان يرفض حرية الارض المحتلة ، مفضلاً عليها منع حرية التعبير والرأي والاعتراض منزلي كان في سورية
يدور الزمان وها هو بشار مفضلاً الدمار على ان يرى معارضاً له داخل السلطة … لذا هو يرفض المصالحة والشراكة وعودة المهجرين …وهذه كلها عناوين ملزمة في حضن العرب …وعمرو ما يكون هدا الحضن !!
حسن صبرا

مجلة الشراع