“الشرق الأوسط صراع الكبار” شطرنج الكبار/ محمد المشهداني الشراع 15 نيسان 2023

الشراع 15 نيسان 2023

أحد الدلائل على الصراع بين الشرق والغرب على منطقة الشرق الأوسط هو انه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تنافست روسيا وأمريكا على النفوذ في المنطقة بصورتين متناقضتين عن بعضهم البعض ،في تشكيل العالم أو نظامه من جديد حيث ظهرت العديد من التحالفات الموالية لكلا الطرفين.

 

يعيد الصراع حول الشرق الأوسط نفسه بعد عقود من السيطرة والهيمنة الغربية عليه ،وبينما تبدي الولايات المتحدة رغبة بعدم التدخل في قضايا المنطقة كما حدث في سورية ، أظهرت روسيا رغبة اكبر لذلك ،وكذلك الصين التي زادت من حضورها في المنطقة كما بدأ واضحا في القمة العربية الصينية العام 2022. وفي العام 2019. نشرت موسكو نظريتها لتعاون جماعي مع منطقة الخليج العربي وسعت عبر هذه الاقتراحات لوضع موطئ قدم لها .وفي هذه المنطقة الاستراتيجية وتوجيه بوصلتها إلى حليف غير امريكا وفي أعقاب تدخل روسيا في سورية في العام 2015. وسعت موسكو بصمتها في سوق الأسلحة في المنطقة وبحلول أواخر العام 2017.

أصبحت المنطقة اكبر سوق للأسلحة  الروسية وتستوعب نصف صادرات البلاد العسكرية ،فيما عقدت بكين في العام 2019. منتداها الأمني . الشرق الاوسطي الأول وتليه النسخة الثانية في العام 2022. إضافة إلى طرحها مبادرات عدة مثل منصة الحوار المتعددة الأطراف لمنطقة الخليج ،ومبادرة النقاط الخمسة حول تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وأصبحت الصين شريكاً تجارياً كبير اً ومهماً لمجلس التعاون الخليجي .

في ظل التحولات زار جو بايدن وفلاديمير بوتين الشرق الأوسط في شهر يوليو العام 2022. وأعطت جولة بايدن .وقمة طهران التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب اردوغان و الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي. لمحة اوضح عن المنافسة القائمة بين القوى الكبرى في المنطقة .

يدرك جو بايدن ان حلفاء امريكا الاقليميين يفتقدون إلى الثقة بالتزام واشنطن لذا شعر أنه مضطر إلى التشديد على ان الولايات المتحدة. لن تتخلى عن المنطقة لصالح روسيا والصين وحلفائهم وأشارت وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأمريكي. العام 2022. بوضوح أنها تتجنب المخططات الكبرى في الشرق الأوسط ، وتميل إلى اتخاذ خطوات اكثر عملية من شأنها أن تعزز المصالح الأمريكية فيها .
في المقابل يمثل النموذج الصيني عبر صيغة التنمية الاقتصادية بدلا من الإصلاح السياسي نموذجا مقبولا لقادة المنطقة. لكن منافسات القوى الكبرى غالبا ما تؤدي إلى التشرذم كما حدث في أوروبا خلال الحرب الباردة ، عندما كان الستار الحديدي يفصل أوروبا الشرقية والاوسطى التابعة اللاتحاد السوفييتي عن أوروبا الغربيةو لذلك فإن على صناع القرار في الشرق الأوسط استخلاص العبر من أجل إدارة التنافس بين روسيا والصين والولايات المتحدة وحلفائها. بهدف تفادي وقوع الانشقاقات والعداءات الإقليمية ،فكلما زادت حدة الخلافات والتنافس بين جناحي الأرض الشرق والغرب مع حرصهما على تجنب الصدام . لكن يبقى الشرق الأوسط هدف وساحة لكلا الطرفين.
محمد المشهداني _ الشراع

الوسوم