هكذا يكون الحوار! / بقلم حسن صبرا/الشراع

الشراع 8 اذار 2023

سادت لسنوات، دعوة سياسية للتوجه الى ايران للتفاهم معها ،حول حل المسألة اللبنانية ، لأن طهران تمون على حزب الله ، والدعاة اعتبروا ان الحزب هو مشكلة لبنان!

استمرت الدعوة سنوات ، وكان يتبناها سياسيون واعلاميون ونشطاء .. وما كانت نتيجتها يوماً ايجابية ، اي ان طهران لم تستجب ابداً لهذا الامر.

لعل هذه الدعوة هي التي لفتت طهران وحزب الله لإبراز معادلة جديدة تسحب من ايدي اللبنانيين المعارضين لحزب الله وايران هذه الورقة التي اطلقها سياسيون لبنانيون من اجل الحوار مع طهران!

ما هي هذه المعادلة؟

تفاهموا مع حزب الله في لبنان، فهذا افضل لكم وله وللبنان!

طهران اعتمدت هذه المعادلة فيما بعد:

في اليمن وفي العراق، وفي سورية…

فقالت للسعوديين اثناء الحوار الامني السعودي الايراني في بغداد:

عليكم بعبد الملك الحوثي في صنعاء… نحن ندعمه صحيح لكن مشكلتكم معه ، وليست معنا، ومن نافل القول ان الحوثي معجب كثيراً، بل ويكاد امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله هو مثله الاعلى.

وعملياً كان هناك شخصية كاريزمية هو السيد نصر الله الذي بات مرجعاً اساسياً في لبنان واليمن والعراق، وفي سورية وفي دول الخليج العربي التي توجد فيها قوى معارضة لبعض انظمتها كالبحرين مثلاً
وما كان للمعادلة الجديدة ان تنجح لولا امرين اساسيين:

هما الفهم السياسي والمفهوم العقائدي
وقد ثبت خلال نحو عقدين من الزمان ان ايران واصدقاءها وحلفاءها واتباعها يأكلون ويشربون ويتنفسون سياسة على مدى كل الاوقات ، بينما يتسلى خصومها في السياسة في الوقت الضائع!!

(تعالوا نذكركم بما قاله هنري كيسنغر لباراك اوباما عندما ذهب اليه يسأله: د هنري.. اميركا مقبلة على توقيع اتفاق مع ايران حول ملفها النووي، وهذا سيثير غضب اصدقائنا في دول الخليج العربي ، فماذا افعل؟

اجابه كيسنغر : انت تتعامل مع ناس يبدؤون عملهم في الخامسة صباحاً ، وناس ينامون في الخامسة صباحاً )
وثبت اكثر ان هناك عقيدة ثقافية متأصلة في التاريخ ، هي العصبية التي يقاتل بها إيمانًا وقناعة كل الملتزمين مشاريع داخلية ووطنية مقاتلة العدو الصهيوني…

حتى وهم يواجهون اعتراضات جدية عربية واسلامية لها حقها في الاعتراض ولها نصيبها في الموضوعية.

ولكل من الفهم والمفهوم دعمان اساسيان :هما
القيادة المميزة والقوة الفائزة.

    واذا كانت ايران قالت وتقول للسعودية حاوروا الحوثي في اليمن، ألن يكون مفهوماً انها ستطالب كل من يتوجه اليها لحل مشكلة لبنان بالتوجه الى حزب الله؟

وفيه القيادة المميزة والقوة الفائزة ؟

تلك هي المسألة .

غير ان
السيد نصر الله وهو يدعم ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية ، لم يقفل الباب بل دعا الى الحوار .. ومن هو الطرف الاخر في الحوار؟

انه القوات اللبنانية وكل من رشح ميشال معوض لرئاسة الجمهورية ،
فلماذا لا يكون هناك حوار ،قد يكون مطلوباً فيه اسقاط ترشيح فرنجية ومعوض ،والذهاب الى شخصية مستقلة غير مستفزة وغير خاضعة لأي من الفريقين المتنازعين ، وان يكون صاحبها نظيف الكف قوياً لا يخشى في الحق لومة لائم ؟
المعضلة هنا هي ان من كان يجب ان يتولى هذا الحوار ، وهو نبيه بري خرج او اخرج نفسه منه ، فقلد ميشال عون في اسوأ  صفاته وهي انه تحول الى طرف في الرئاسة بدلاً من دور الحكم الذي يلجأ اليه  الجميع … هكذا نبيه بري تحول الى طرف مقاتل عندما زحط في حديثه المستغرب والوصف الغريب للمرشح العلني الوحيد داخل مجلس النواب وهو النائب ميشال معوض ، الذي اسقط حيادية بري بهجوم غير مسبوق ليصفه بأنه الفاسد عابر العهود .. ورد معوض بعد زحطة بري جعلت كثيرين يبحثون عن طرف حيادي ليقود الحوار بين حزب الله والقوات والكتائب …

من هو الحكم الجديد ؟

من يتطوع للقيام بهذا الدور ؟

هل يتفق الطرفان على شخصية جديدة تحل محل بري ؟

هل يتراجع بري عن تصريحه المستغرب ووصفه الغريب؟

نحن نعلم ان العلاقة جيدة جداً بين القوات اللبنانية ونبيه بري ، فهل يتولى سمير جعجع تعويم بري ليعود الى دور الحكم ، وهذا يرضي حزب الله فيتم تمهيد الطريق الى الحوار المطلوب؟

قبل ان يزحط نبيه بري بسنوات ( وزحطات نبيه باتت لاتحصى ) تولى مهمة ترجمة ربط النزاع بين حزب الله وتيار المستقبل ، وقد نجح الى حد بعيد في منع اشتعال حرائق بين السنة والشيعة ، بمعاونة زميله في امتلاك الحنكة السياسية نهاد المشنوق ، فهل ما زال المشنوق مقبولاً من الطرفين؟، ام انه يريد التزام العصبية السنية التي توصله الى رئاسة الحكومة؟

مطلوب رجل شجاع محنك حيادي ليطرح مشروع تسوية يرضاها الطرفان المتنازعان بتقديم اسم جديد بالمواصفات اعلاه … لينتج الحوار رئيساً مطلوباً

مجلةالشراع