قصيدة لشاعر فلسطين الاديب الاستاذ مروان الخطيب/رُحاقُ الوَجد…!

رُحاقُ الوَجد…!

تَعَوَّدَ أَنْ يستعدَّ لصلاتِهِ كُلَّ فجر،

يَتَوَضَّأ،

يُسْبِحُ جِيدَهُ بِعْطرٍ من قامتها،

ثُمَّ يسيرُ خُطواتِهِ إِلى الصَّلاة…!.

***

وتَعَوَّدَ أَنْ يُناجيَها في مَطالعِ الأَصباحِ،

أَنْ يرنوَ إِلى طيفِها المُعَلَّقِ في السَّماء،

فيرى في آصالِها صفدَ ودمشق،

ونِداءً طافحاً يقولُ لِ”كارل رودبيك”:

نحنُ لمْ نحرقْ مكتبةَ الإسكندريَّة،

ونحنُ أَبناءُ كلمتِنا الأُولى: إقرأ…!.

***

…، يُنْعِمُ النَّظرَ في وَجهها،

كقُبْلَةٍ تجاوزتْ “ديلمونَ” والجَنَّةَ السُّومريَّة،

بل كَشَمَّةٍ تَفَلَّتت من إرثِ الأسكيمو،

وتناهتْ مَدىً من جُلَّنار،

وصورةً أُخرى لقميصِ يوسفَ،

يُسْعِفُ أَنفاسَ يعقوبَ بالرؤيةِ والأَمل،

وَيجعلُ الحُبَّ في الدُّنيا،

رسالةً مُحَرِّرَةً من الخَوفِ،

وقائدةً إِلى قناديلِ الوَجْدِ والشِّعر…!.

***

…، كانتْ فاطمتي بُشرى،

كانتْ ليلى،

ودَلالاً يغفو في ذاكرةٍ حَرَّى،

كانتْ عِطْرا،

كانتْ ذكرى،

ومَلاكاً يرسمُ خارطةً أُخرى،

للفجرْ،

للنَّصرْ،

للحُبِّ الرَّاسخِ في تِرياقِ العُمرْ…!.

***

يا فاطمتي،

يا سَوسنتي،

يا زنبقتي،

ياْ الزَّمنَ الرَّاقصَ في صَنْعاءَ،

وفي حَلَبِ!،

بينَ الحُبِّ وبينَ النَّارِ،

وفي الكُتُبِ،

يا لُمْعَةَ قلبي في الشُّهُبِ…!،

قدْ تاهتْ سارا عن وَجدي،

وَتَنَاءتْ يارا عن صَفَدِ،

بِتْنَا أَغراباً في بَلَدي،

حَدٌّ،

سَدٌّ،

بينَ العَينِ وبينَ العَينِ،

وبينَ الجَفْنِ،

وبينَ الهُدُبِ…!.

***

كانتْ شمساً من حَنُّونْ،

هَمسْاً مِنْ وَرْدٍ،

وَمَدىً أَخضرَ من زيتُونْ،

تَتَهادى في كُلِّ الكَونْ…!.

…، تَكتبُ مُلْهِمَتي قافيتي،

تَنسجني عِطْراً، مِسْكاً،

وَقَميصاً مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ،

فَوقَ قماشِ الدُّنيا،

فوقَ الصَّوتِ وفَوقَ اللَّونْ…!.

…، فَتَعاليْ يا سَيِّدةَ الوَجْدِ الآخرِ،

كيْ نَرْجِعَ ماءَ هُدىً،

أَنوارَ تُقىً،

ومَدىً،

من أَحمرَ،

مَزْروعاً بالحُوْرِ العِينْ…!.

 

مروان مُحمَّد الخطيب