كتب شاعر فلسطين الاديب الاستاذ مروان الخطيب/سَحاب ولادةٍ وانتصار…!

كنَّا ذاتَ يومٍ نَتَرَامى بنواظِرِنا وأحلامِنا الفسيحةِ إلى ما فَوق التُّوبَاد،
نرحلُ مع الغَيُومِ والحَمَامِ والسِّندباد،
ونترقَّى في منازالِ الأشَواقِ والجَوزاء،
نرسمُ خارطةَ الآمال فوقَ الأخضرِ والمَاءِ العَذوبِ،
هناكَ في مُنْعَرَجَاتِ الغَاباتِ الكثيفةِ في حِضنِ جبالِ يوزامبارا،
ونستحضِرُ أفياءَ الغابةِ السَّوداء،
وكلَّ الرِّواياتِ الجميلةِ والأشعارِ الخوالب،
…، لم تَنَمْ أحلامُنا في وِهَادِ التَّردُّدِ واليأسِ لحظةً،
ولمْ تَخبُ نبضاتُ قلبينا وهيَ تَصَّاعدُ من قاسيونَ إلى الجرمقِ وأعالي الكرمل،
ولمْ ننسَ مَجْرَى العاصي والهِرْمِل،
ومُلاءاتِ الأتواقِ في رحابِ الرَّباب،
بل كُنَّا شَجَرَتي نخيلٍ تتقاربان في الشُّموخِ والعطاء،
وترسمان في تعاليهما حرفي الحاءِ والباء،
وتوغلانِ شوقاً واندغاماً في الشمس والهواء…،
وفي زمنٍ ممهورٍ بالوفاء،
أتينا بحيرةَ الأحلامِ والبجع،
كتبنا هناك قصيدةَ بوحٍ من سلالةِ الأتواقِ الهوميريَّة،
كُنتِ بينولوبي،
ولم أغادرْ هَاجسَ أوديسيوس،
إلَّا أنَّنا التقينا بعد الغياب،
وأعَدْنَا كتابةَ مَلحمةَ الإباءِ بين سلجوقَ وبوطان،
وتأبطنا شوقَنا السَّرمديَّ بأنفاسِ الأولياء،
وانطلقنا من دُونِ نُكوصٍ، إلى المُشتهى الأكبر،
كانتِ القُدسُ فوقَ صدرِنا وبغدادُ ودمشقُ،
وقرطبةُ وسَمرقندُ،
كانتْ تُعَشِّشُ فينا،
كما شيرازُ وتَطوانُ وبُخارى،
ولمْ نسقطْ في حبائلِ الوهمِ والفَراغ،
ولم يَنَلْ منَّا هُجاسُ زُوربا اليُوناني،
وإنَّما قمةُ حَرَمُونَ،
كانتْ في مُقلتينا وخافقينا،
وسيرةُ أبينا إبراهيم الخَليل،
كانتْ رباطَ نبضِنا وعَرينَ أوبَتِنَا،
وَكُنَّا عُقابَين مُصْطَفِقَين في مَراقي السَّماءِ والضِّياء،
ولمْ نَسمحْ لِ هورتنز أن تشقَّ صَفَّنا،
ثُمَّ ارتقينا إلى العَلياءِ صُعُوداً إلى السِّدرةِ بلا كَلَفٍ وبُثُور،
وغدونا هناكَ معاً قامةً من ليلَكٍ،
وهالةً من نُور،
ثُمَّ انتشرنا فوقَ القُدْسِ والشَّامِ وغِرناطةَ وَنِينَوى،
سَحَابَ ولادةٍ وانتصار…!.

مَروان مُحَمَّد الخطيب
5/11/2022م