من اوراق حسن صبرا  قصة سيارتي المصفحة  / الشراع 16 تشرين اول 2022

هي من نوع مرسيدس 500 مصفحة لونها كحلي ، سلمني مفاتيحها الصديق فضل شلق من الرئيس المظلوم رفيق الحريري ، بعد محاولة اغتيالي في 14/9/1987
بعد سنة من استخدامها ، كنت في زيارة لقائد الجيش العماد ميشال عون في مقر اقامته كقائد في منزل مقابل ثكنة المدرسة الحربية ، وبعد انتهاء اللقاء هبط معي الدرج ليودعني عند السيارة ، وبينما اضع يدي على قبضة الباب الخلفي اليمين ، سألني الجنرال بالفرنسية هل هي مصفحة ؟ اجبته : نعم جنرال .. فقال لي : هل هذه من الشيخ رفيق ( الحريري ) قلت له نعم .. ففاجأني بقوله :  هذه السيارة بيضاء ! فأجبته لا هي كحلية كما ترى .. فإقترب عون من باب السيارة وفتحه ثم نظر الى المفصلات ليقول لي : انظر هذه السيارة بيضاء اللون عند المفصلات  وجرى تغيير لونها الى الكحلي
هنا سألته : جنرال كيف عرفت ذلك ؟ اجابني : هذه السيارة للشيخ رفيق الحريري ، وقد اشتراها لنفسه بمواصفات خاصة من شركة مرسيدس في المانيا ، ليستخدمها عندما يكون في لبنان ، حرصاً على حياته بعد اختطاف صديقه الفضل شلق ، وكان لونها ابيض
كنت مدهوشا من معلومات عون ، ليستطرد في مفاجأتي ، الحريري ارسل هذه السيارة الى ايلي حبيقة ليستخدمها بعد ان  انقلب على القوات ،وبدأ مباحثات الاتفاق الثلاثي مع نبيه بري ووليد جنبلاط ، خريف عام 1985 …فلما انقلب عليه سمير جعجع مطلع 86 وحاصره في المجلس الحربي ، طلب مني العماد حكمت الشهابي ، ان اتوجه الى المجلس الحربي لإنقاذ حبيقة بناء على اوامر من حافظ الاسد ،، وبالفعل اخرجت حبيقة والكلام للجنرال عون ( وكان معه بقرادوني ) فظلت السيارة المصفحة معي ، الى ان طلبها مني الفضل شلق ، والآن وصلت اليك … فقلت للجنرال والجمع من حولنا : هذه سيارة دخلت التاريخ : من الحريري الى حبيقة الى الجنرال عون الى حسن صبرا

بعد عدة سنوات من استخدامي للسيارة اكتشفت ان دفترها ما زال باسم رفيق الحريرى مالكاً لها ، فتحدثت في اليوم التالي مع الراحل الكبير بالامر ، استغرب ونادى ابو طارق ليطلب منه نقل ملكية السيارة باسمي ، وهكذا كان بعد عدة ايام
ظللت استخدم السيارة المرسيدس المصفحة التاريخية سنوات  حصلت خلالها واقعة ثبتت ايماني بالله العزيز الحافظ الرحيم ….

فقد كنت في السيارة ومعي ابني احمد وكان في السادسة من عمره ، متوجهاً لحضور احتفال في دار الندوة في الحمرا غرب بيروت ، وما ان وصلت ونزلت ويدي بيد ابني وكنا نهم بدخول الدار المكتظ من المدخل الى القاعة بالناس حتى سمع الجميع اطلاق نار كرشق توقف ، فخاف كل من في المدخل من محاولة اخرى لإغتيالي ، فسارعت الايدي لتحميني وتدفعني وابني للدخول الى دار الندوة…

وما هي إلا لحظات حتى اتضح الامر الذي كنت اجهله تماماً ، وهو ان تحت صندوق السيارة هناك ماسورة مدفع رشاش تطلق النار بالضغط على زر تحت مقود السيارة ، ويبدو ان سائقها فضل سرور ومن دون قصد ومن دون معرفة،  ضغط عليه فاخرج رشق الرصاص ..والمسألة لم تنته هنا ، إذ اصاب الرصاص مقدمة سيارة صديقي العزيز د . عماد الشامي الذي كان متوجهاً وعائلته من الحمرا الى منزله القريب من مجلة الشراع وقد حماه الله وعائلته ،
ظللت استخدم السيارة المصفحة ، لسنوات الى ان اوقفتها وها انا اضعها في معرض سيارات يملكه صهري حمودي غندورة

الشراع