الرغيف المتفجر وشرارة الثورات الكبرى؟ / – رأي حرّ، بقلم: عرفان نظام الدين/الشراع

الشراع 30 حزيران 2022

لم يتعلم احد من دروس التاريخ ولم يتعظ من نيران الثورات الكبرى التي هزت العالم وقلبت الاوضاع  وحقق بعضها الامال بينما اسفر عن البعض الاخر ويلات وكوارث ودفع ثمنها الشعوب التي وقعت فريسة بين  سندان الواقع المرير والفقر والحرمان والظلم والقهر وجمطرقة الفوضى والفساد وقمع الحريات اي بين السيء والاسوا،..

وبات معلوماً ان  اعظم النار ياتي من مستظغر  الشرر  فالنقمة والفوضى  والثورات الكبرى انطلقت من الجوع والحرمان والغضب وهي بعض المسببات التي جسدت في شرارة الرغيف المتفجر وهو امر تكرر في كثير من الدول الاجنبية ومعظم الدول العربية…

فمن البديهي ان تؤمن الدولة الممثلة بالسلطة الحاكمة كل مستلزمات الحياة الكريمة والحاجات الرئيسية للمواطن لكن هذا الامر لم يحصل بل ساد الجوع  وارتفعت الاسعار وفقدت المواد الحياتية من اغذية وادوية والطبابة والتعليم وفرص العمل ٠ ورغم اهمية  هذه المطالب فان الخبز او مايسمى في بعض الدول بالعيش   ولقمة العيش  يظل المادة  الاكثر حاجة باعتباره خطأً احمر لا يسمح  بتجاوزه وهذا ما نشهده كل يوم  في طوابير الذل   المتلازمة مع المشاحنات والمشاكل والتوترات.

ونعرف جميعاً ان،

العرب هم من اول الشعوب  الاكلة للخبز  حسب العادة ونوعية الماكولات والقدرة على اشباع العائلة وارضاء الاطفال بلف ساندوش اطلقوا عليها اسم عروسة جبنة او لبنة كنوع.من الترغيب فكيف يسمح برفع اسعار الخبز وتقنين توزيعه علما ً ان الخبز  صار له متفرعات تباع باغلى من سعر الخبز مثل الكعك والكرواسان  والمناقيش وغيرها..

وزاد من عمق الازمة ارتفاع اسعار القمح وتاثير الاحداث والحروب مثل حرب اوكرانياالتي تنتج نسبة كبيرة من كمية الانتاج العالمي من القمح٠٠

وهنا يطرح السؤال الكبير الذي يتجاهل الجميع الرد عليه وهو:

لماذا تحارب زراعة القمح في الدول العربية التي حباها الله بكل مقومات انتاج افضل انواع القمح في العالم من تربة وانهار وامطار ويد عاملة خبيرة متوارثة عبر التاريخ..

ومن السؤال الاول نردد دائماً اسئلة حائرة ومؤلمة:

اين قدرات ما كان يعرف بالهلال الخصيب؟

واين اهراءات الشرق والغرب في سوريا ولبنان والعراق؟

واين السودان وسلة الغذاء العربي؟

واًين  منظمة الزراعة العربية؟

واين واين الف سؤال وسؤال عن الحقيقة المكتومة؟

وهل هو مجرد تقصير ام انه عمل  مقصود ومفروض من القوى الكبرى ؟؟؟

تبقى ملاحظة اخيرة وهي عن عادات التبذير وشراء كميات اكبر من حاجة العائلة ورمي الاف الارغفة في مستوعبات النفايات..

وهذا حرام تنبهت له امهاتنا وجداتنا وحولت الكميات الزائدة من الخبز الى اطباق لذيذة بقليل من الجهد والكلفة  وهي تتصدرالان المادب والمطاعم السورية واللبنانية مثل الفتة( التسقية  الشامية) بسمنة او بزيت وفتة  المكدوس ( الباذنجان) وبعض الحلويات مثل ام علي الشهيرة..

و لايتسع  المجال هنا لشرح المكونات لكني اتمنى على القارئات الغاليات القيام بهذه المهمة وشرح طرق اعداد هذه الاطباق اللذيذة وغيرها٠٠

واعود الى شرارة ثورات الخبز  لاذكر بالثورة الفرنسية الكبرى ومقولة ماري انطوانيت ملكة فرنسا وزوجة الملك لويس السادس عشر عندما قيل لها الشعب جائع ويطالب  بالخبز فردت  بكل لامبالاة وغرور؛ ياكلوا غاتوه اوفي رواية اخرى ياكلوا بسكويت؟ فكانت النتيجة قطع راسها بالمقصلة
(. عام١٧٧٢)مع اني اعتقد  انها  لم تقل  شيئاًً بل نسبت اليها هذا الرد الاستفزازي للتحريض وكان اول من رددها جان جاك روسو

جاك روسو؟

واختم  مع تعليق  صادم يمثل السخرية السوداء وتوصيف الاحوال ا المهينة والمؤسفة التي وصلنا  اليهافقد هدد مسؤول اسرائيلي  بغزو لبنان وصولاً الى بيروت فرد عليه احد اللبنانيين عبر التواصل الاجتماعي:

جيبوا معكم خبز؟؟!

مزحة ثقيلة ومؤسفة لكنها تعبر عن واقع اليم وصلنا اليه وعن من اوصلنا اليه..

 يا للعار !

 في الختام اعود  للاصالة والقيم التي يستخدمها الناس للتعبير عن اهمية الخبز في تعميق الاواصر بالقول:

صار بيناتنا خبز وملح٠

مجلة الشراع