الخدمات الاعلامية

لبنان لا يحتاج تحلية مياه البحر لا يحتاج سدوداً لا يحتاج جبران باسيل / بقلم د. سمير زعاطيطي/الشراع

الشراع 6 حزيران 2022

جاءني عتب من نقابة مهندسي الشمال
قال الزميل المهندس :” أن المحاضرة عن موضوع تحلية مياه البحر هو من ضمن النشاطات العلمية التي تقيمها النقابة أسبوعيا وأنها ليست كما وصفتها لتسويق هذه التقنية في بلد المياه”!!

* أكدت للمتحدث معي أن الكلام عن تقنية تحلية ماء البحر هو ‘ليس موضوع علمي’، هو كلام تقني عن أجهزة  متعددة  قديمة وجديدة تمت تجربتها في الدول الصحراوية الشحيحة الأمطار.

* تقنية تحلية ماء البحر لها آثار بيئية سلبية وقاتلة للبيئة البحرية بزيادة الملوحة لمناطق السحب ورمي المياه المبتذلة، كما أنها ملوثة للجو، لا يتم الكلام عنها أبدا.

* هذا هو الحال أيضا وكما علمت من زملاء بيئيين بالخليج،  بالنسبة للصناعات البترولية، كل برميل نفط ينتج عنه من ٤ الى ٨ براميل مياه مبتذلة ترمى في البحر.

* إذا لم يكن الموضوع علميا يتكلم عن أبحاث ميدانية وعن الآثار البيئية السلبية للتقنية فهو   إذا تسويق للتقنية في بلد لا يحتاجها برأيي، لأن المياه العذبة النقية المتجددة سنويا موجودة وأثبت إستثمارها جنوبا بأنها غير مكلفة.

* لحماية ثروتنا المائية وخاصة منها الجوفية البالغة ٣ مليار متر مكعب سنويا أي حوالي٣ / ٢ ثروة لبنان المائية،  تمنع وزارة الطاقة المواطنين من إستثمارها  بعكس التوصيات  العلمية، على إعتبار أنها مخزون إستراتيجي يجب الحفاظ عليه ضمن المخازن الصخرية.

* غاب عن وزرائهم ومستشاريهم الجهلة  أن مياهنا الجوفية متجددة سنويا تتغذى بمباه الأمطار والثلوج بالمرتفعات وتجري من أعلى الى أسفل نحو البحر و نحو البلاد المجاورة.

* إعتماد التخزين السطحي بالسدود وضح للجميع فشله  في لبنان وكلفته المالية والبيئية العالية.

*  تكلم مهندس ري تليفزيونيا عن أن جزيرة قبرص تستثمر كل نقطة مياه سطحية قبل وصولها الى البحر، هذا كلام صحيح لأن طبيعة الصخور القبرصية هي مانعة للتسريب العامودي فمياه الأمطار تجري بمعظمها على السطح.

 * التخزين الجوفي شبه معدوم في مرتفعات جزيرة قبرص،  تماما بعكس الحال في بلدنا، حيث يقول المرحوم إبراهيم عبد العال ” جبالنا هي مخازن حقيقية للمياه”.

* رؤيتنا لتقنية تحلية مياه البحر وتعليقنا  الصريح بأن المحاضرة تسويقية ليست علمية مبنية على أبحاث،  يجب أن تبدأ بمعرفة المهندسين اللبنانيين لواقع ثروتنا المائية وأسباب نقص المياه الذي تعانيه البلاد صيفا.

* الحلقات والبرامج الإعلامية التي تتحدث عن سدود ناجحة في بعض البلدان القاحلة وعن  تجارب تحلية مياه البحر التي حلت مشاكل البلدان الصحراوية، يراد إسقاطها على “بلد المياه بالشرق الأوسط” حسب البعثة الجيولوجية الفرنسية بإشراف L. Dubertret التي عملت بلبنان من ١٩٢٨ الى ١٩٥٥.

* تمنيت على محدثي من قبل نقابة مهندسي الشمال توعية المهندسين اللبنانيين الى أهمية التعرف على ثروتنا المائية، كما تمنيت عليه التركيز على معالجة الصرف الصحي.

* علينا فرز المدينة الى وحدات معالجة صغيرة محلية، كما لكل قرية مزرعة مصنع معمل بحيث تخرج المياه منها صالحة للري لا تلوث الأنهار والينابيع ولا تدمروصحة المواطن.

*  دراسة جدوى إقتصادية لوحدات محلية صغيرة لمعالجة الصرف الصحي بدل المصانع الكبيرة التي صرفت عليها  الدولة أموال طائلة وهي لا تعمل، هي حاجة وطنية بيئية على نقابة المهندسين الواجهة العلمية للبلد تبنيها والعمل عليها لتحسين أوضاعنا البيئية المزرية الناتجة عن عدم وجود شبكات صرف صحي ومعالجات محلية.

* المثل الواضح الفاضح حالة سد القرعون ومياهه القاتلة، الأمثلة في شمالنا نهر أبو علي والمصادر المائية السطحية كلها تقريبا ملوثة.
هذا ما يحتاجه لبنان حاليا، إستثمار ثرواته الحقيقية الحفاظ على بيئته وليس سدود مالية فاسدة  ومحطات تحلية لا لزوم لها.

بيروت ٦ حزيران ٢٠٢١
د. سميرزعاطيطي

مجلة الشراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi