الحلقة الثانية عن اجتياح العدو الصهيوني لبيروت عام 1982: حاصر حصارك لا مفر../الشراع

الشراع 4 حزيران 2022

بداية حزيران ٨٢  ،،لضرورة متابعة اعمالي سافرت الى روما  و أثناء وجودي هناك بدءت مشاهد العدوان الاسرائيلي  تتوارد على اقنية التلفزة و في خاطرنا انه عدوان محدود و كان لا بد من العودة فوراً الى بيروت فأبلغنا ان المطار مقفل بسبب الغارات ،، يوم و آخر   تنقل الاخبار مشهد قوات عدو هنا و هناك على الطريق الساحلي هذه صيدا و هنا الدامور  ماذا يحدث فالافكار تشل حركتنا ما عدا ارادة العودة فورا الى بيروت الى جانب من يحملون امانة الدفاع عنها و للبحث عن رحلة العودة الى بيروت  استقلينا انا و رفيق ظلي احمد ابو الشمون رحلة اليطاليا مع رفيق ظلي احمد ابو الشمون الى دمشق و كان  يوم السبت و من مطار  دمشق  حاولنا ايجاد اي سائق يحملنا الى بيروت فقد كان الجواب مستحيل بسبب قصف الطيران على منطقة المصنع يومها حتى توفقنا بسائق وافق على نقلنا الى  شتورة عبر طريق مليء بالسيارات المحترقة
في شتورة ليلاً وجدنا شاحنة مازوت عسكرية سورية اقلتنا الى اقرب منطقة من بحمدون  حيث هبطنا و الظلام دامس و تابعنا سيرا على الاقدام الى عاليه  محاولين الوصول الى داري في كيفون بعد استراحتنا في دار صديق من آل القواص في عاليه من نصحنا بعدم التوجه الى تلك المنطقة بسبب احتمال  وجود قوات العدو
مع بزوغ الفجر  اعارنا سيارته للذهاب الى بيروت عبر الشويفات ،، ما ان وصلنا الى تعاونية جهينة فؤجئنا بدورية  استطلاع متقدمة للعدو  استوقفتنا  مع بعض سيارات اهل المنطقة  و لحسن الحظ  اثناء وجودي في روما طلبت من صديق في السفارة هناك اصدار جواز سفر جديد   حيث ان القديم مليء بتأشيرات دول  عربية  ،،لاحظت ان ضابط العدو  يسمح بمرور سيارات سكان المنطقة  و عندما اقترب مني فورا بادرته  بالقول انني مقيم في ايطاليا و عدت للاطمئنان  على اهلي  هنا في المنطقة ،،عبرت و اتجهت يميناً هبوطا الى شويفات  لتقابل محمولات لقوات فلسطينية مقاتلة تستريح تحت الاشجار غير بعيدة  عن قوات العدو فتوقفنا لتحذيرهم
وصلنا بيروتنا عبر حي السلم صباح الاحد و يبدو ان الحصار كاد يكتمل على العاصمة ليكرمنا و اخواننا بصمود  اشهر الحصار  و بالطبع  الشخص الوحيد الذي اعترض على عودتي هي الوالدة رحمها الله  كانت سعيدة انني خارج لبنان  فعقدت الدهشة لسانها بالطبع عودتنا تركت أثرا ايجابيا على معنويات شباب الانصار و الاستعدادات لمواجهة العدو و الأهم ان الانصار كانت مسؤوليتهم كبيرة و مباشرة عن محور اساسي في وسط بيروت السكنية يمتد من بشارة الثورة  الى السوديكو- راس النبع فوضت خطط التحصين مع القيادة المشتركة و استحدثنا موقعا مباشرا في بناية بلدية بيروت بوابة المتحف كان بمثابة مقر  شبه دائم لتواجدي ايام الحصار و الدوام فيه له سحر في النفوس حيث ترى عدوك أمامك تنتظره ليتلقى درسا عن ابناء بيروت … المهم اخترقنا الحصار و عدنا حين كان البعض يتجه عكس السير.

مجلة الشراع