صيدا عودة ثنائية سعد-البزري!/الشراع

الشراع 25 نيسان 2022

عاشت مدينة صيدا طوال عقود بين ثنائية سياسية – عائلية- اجتماعية بين معروف سعد ونزيه البزري ( رحمهما الله  ) وكان  كل منهما يمثل منهجاً سياسياً – مختلفاً حيث كان معروف يرتكز الى قاعدة عمالية وصيادي الاسماك وقد قتل من اجلهم عام 1975 وكان د نزيه طبيب صيدا ووزيرها وممثل عائلات بورجوازية في عاصمة الجنوب
كان الإثنان يمثلان خطاً وطنياً واضحاً مع التنافس على من يمثل صيدا التي رفعت على مداخلها مرات عبارة جمهورية صيدون العربية دلالة على انتماء ابنائها الى تيار العروبة .. واكمل المظلوم مصطفى سعد رسالة وطريق والده بثبات ومرونة تتناسب مع ما حصل في لبنان بعد اغتيال والده المظلوم في واقعة كانت هي المقدمة الاساسية للحرب الاهلية التي استمرت اكثر من 14عاماً قبل عقد إتفاق الطائف 1989.
تسلم الطبيب اسامة سعد راية الوالد والشقيق وما غادر الطريق بوصة واحدة بل ظل هو نفسه ابن معرووووووف وشقيق ابو معروف . .. وظل الإثنان احياء مع الابن والشقيق
وظل نزيه البزري حياً مع ابنه الطبيب المتميز عبد الرحمان …
ثنائية سعد – البزري ظلت تهيمن على صيدا الى ان جاء رفيق الحريري عام 1992 كأول رئيس للحكومة بعد رئاسة احد ابطال الاستقلال رياض الصلح .احضر حضور الحريري وطريقة عمله وعلاقاته العربية والدولية وفي الداخل زلزالاً لم يعادله قوة وتحولات سوى زلزال اغتياله وازاحته بعد ثلاثة عشر عاماً ( 2005)من بدء زلزال قدومه
طغى حضور الحريري السياسي والاجتماعي على شخصيات اساسية على كل المستويات في كل لبنان ومنه صيدا بطبيعة الحال .. وكانت قاعدة اسامة سعد الشعبية وإنتمائه الى خط المقاومة الذي هو خط والده وشقيقه هما اللذان حفظا له موقعه النيابي والسياسي والشعبي داخل صيدا بينما آثر عبد الرحمان البزري اعطاء جهد اكبر للعمل الطبي والانساني الذي ظهر بقوة اثناء جائحة كورونا ورئاسته اللجنة الرسمية التي شكلتها الحكومة لمواجهتها .
لم يكن كافياً غياب الحريري الاب كي تتراجع الحريرية السياسية في صيدا بل كان يجب ان يبعد الحريري الابن كي يعاد تشكيل الحياة السياسية في عاصمة الجنوب خصوصاً ان النائبة بهية الحريري وولديها ساهموا كلهم في إغراق سعد الحريري ليس في صيدا فحسب بل في كل مكان زرعه رفيق الحريري وهو المظلوم الاكبر … وهكذا بالحوار بين الطبيبين اسامة سعد وعبد الرحمان البزري حتى لو كان لاسباب انتخابية نجح الاثنان في اعادة الحياة الى ثنائية قديمة ولو كانت مرحلية .. انما كان شرطها غياب سعد الحريري وفشل عمته وولديها في استيعاب وفهم تجربة الراحل الكبير رفيق الحريري فضلاً عن ان الصورة الاخرى للحريرية السياسية وهو فؤاد السنيورة غائبة كلياً عن الوجدان الشعبي الصيداوي

مجلة الشراع