إنها اخطر دائرة انتخابية!! الشراع 

انها دائرة الشمال المسيحي التي تضم عشرة نواب مسيحيين بأكثريتهم المارونية الكاسحة اي اكثر عدداً بمرتين من دائرة كسروان قلب الجبل الماروني
انها دائرة تضم البترون والكورة وزغرتا – الزاوية وبشري..

وفيها ثلاثة رؤساء احزاب مارونية هم:

  1. سمير جعجع رئيساً للقوات اللبنانية
  2. وسليمان فرنجية رئيساً لتنظيم المردة
  3. وجبران باسيل رئيساً للتيار الوطني الحر
  4. وكان فيها ايضاً رئيس الحزب السوري القومي السابق هو د عبد الله سعادة ومنها ايضاً رئيس سابق لحزب الكتائب هو د جورج سعادة ( رحمهما الله) 

والرؤساء المحليون  الثلاثة مرشحون لرئاسة الجمهورية اللبنانية العتيدة سابقاً والآن وربما لاحقاً….

والأخطر في مسارات الثلاثة ان خلافاتهم المحلية هي الوجه الآخر لتوجهات متعارضة بينهم على المستوى العربي والاقليمي..

 ولا يظنن احد ان احدهم يمكن ان يتنازل للآخر محلياً حتى حين يتدخل الخارج الاقليمي او العربي فحسابات كل واحد منهم على مستوى العائلة والبلدة والشارع والمذهب والطائفة هي الاساس لأن قوته تبدأ من هنا قبل ان يعترف به الخارج العربي او الاقليمي…

إنها فعلاً توكيد لأصولهم العشائرية العربية حتى لو انكر البعض ذلك او ساورت شكوك في اصوله!!

انتخابات ايار النيابية – اذا حصلت – هي الاختبار المصيري لجبران باسيل لأنه يخوضها مباشرة كمرشح فشل مرتان عندما كان قانون الانتخاب في منطقته دقيقاً بمعيار الذهب وما نجح صهر عون الصغير الا بقانون هجين غريب ساهم في اقراره سعد الحريري الذي ساهم ايضاً بأصوات مؤيديه وقد دعاهم للتصويت بكثافة من اجل شريكه يومها جبران باسيل..

اما جعجع وفرنجية فقد تفرغا للقيادة السياسية للقوات والتنظيم والعلاقات العربية والدولية وهما يستندان الى رسوخ قواعد كل منهما في العائلة والبلدة والحي والمذهب والطائفة..

الفارق الثاني ان جعجع وفرنجية  يريدان وبشدة اسقاط باسيل ليقضيا على حضوره السياسي ومستقبله بين المسيحيين فإذا سقط وعمه رئيس جمهورية فهو لن يستطيع ان يكون مختاراً في غيبة العم كما قال عنه فرنجية سابقاً…

بينما تتراوح خسارة جعجع وفرنجية اذا حصلت بين تراجع في عدد اعضاء كتلته النيابية او في تمثيله الوزاري في أسوأ الاحوال.

الفارق الثالث ان جعجع وفرنجية يرتكزان الى قاعدة صلبة تزداد تماسكاً وتحلقاً حول كل واحد منهما  في الملمات وفي الانتصارات بينما يخشى باسيل غياب عمه لأن هذا سيفتح الطريق واسعاً لإزاحته من قيادة التيار وهو يعرف قبل غيره انه في قيادة التيار قسرياً لأن حماه هو الذي فرضه على اغلبية العونيين منذ سنوات وهنا نستكمل ان العونيين توزعوا اجنحة وتيارات بينما القوات كالمردة يزدادون قوة وتماسكاً..

الفارق الاخطر  ربما انه لم يمر في تاريخ العمل السياسي شخص مكروه واستفزازي وفاسد كجبران باسيل (لا يتفوق عليه بمستوى الفساد افقياً وعامودياً وكماً ونوعاً الا نبيه بري) بينما يبدو ان قسماً كبيراً من السنة قد سامح جعجع على مواقفه السياسية السابقة ويتمتع فرنجية بود من المسلمين بشكل عام

واخيراً
أنظار اللبنانيين الذين لا يكترث اغلبيتهم الى هذا الانتخابات ليست مشدودة الى اي دائرة انتخابية في لبنان قدر انشدادها الى دائرة الرؤساء الثلاثة لأحزاب مارونية ودائرة مرشحين ثلاثة للرئاسة…

انها فعلاً اخطر دائرة انتخابية في لبنان
احمد خالد
الشراع