في لقاء الرئيس معمر القذافي…/ بقلم الدكتور أحمد عياش/الشراع

الشراع 17 آذار 2022

في لقاء الاربعاء وقف
صاحبي جمال ليحجب نور الشمس عنّا،نحن الجالسين في البرميل،برميل فارغ من المازوت،حَمدلله وقبّل الارض و رؤوسنا جميعا ،رأسا بعد رأس وطالباً منّا ان نهنؤه فقد شفي تماما من لوثة الشيوعية لأن التضحية من اجل جماهير كجماهيرنا اللبنانية لحالة مرضية نفسية مستعصية لا أحمد لها ،تستدعي العلاج الطارىء وإعلان حالة الطوارىء.
اكدّ كلامه صاحبانا سامي و عماد،عماد الذي كان له شرف الانتقال من منظمة العمل الشيوعي الى الحزب الشيوعي الى اليساريين المرتدين الى خوارج اليسار وأصرّ ان الفقير في بلادنا اسوأ الناس لأنه نصر الطائفيين والمتدينين المتعصبين والفاسدين واصرّ ان قاسم واحمد ما زالا مريضي وَهم لأنهما مخدوعان بالمسحوقين.
صاح جمال متهما احمد وعواضه بالنيران الصديقة لدول الصمود والتصدي لانهما ما زالا يجدان جدوى من مناصرة المنتفضين .
حدثنا جمال عن غسان عن حسان عن لؤي عن ابو صخر عن حرب عن ابو الجماجم عن ابوالنار عن ابو الموت فقال:
استضاف الرئيس معمر القذافي قيادات وطنية وثورية في الفندق الكبير في طرابلس الغرب للمشورة في سنوات السبعين من القرن الماضي و في الفندق تذمّر هؤلاء من الضجر وحنّت قلوبهم للعب القمار وبما أنّ لا “فِيَش” للمراهنات ولا قطع صغيرة بديلة للربح وللخسارة بدل المال تناولوا الكتاب الأخضر المعلق على جدار الغرفة وقطّعوا اوراقه اجزاءً وأجزاءً على اشكال مربعات ومثلثات ودوائر لتكون “فِيشا” رديفة في السهرة.

وفي اليوم التالي كان اللقاء في خيمة في الصحراء مع الرئيس،تناوبوا بالقاء القصائد والمديح وعبارات الثناء على القائد الفارس العربي وعلى الكتاب الاخضر وتنافسوا فيما بينهم مَن سيكسب ثقته ليفوز بهدية اكبر من الاسلحة ومن التمويل.
الا انّ للرئيس كان، رأي آخر،كشف عن سدر عربي نحاسي مُغطّى بشرشف بقربه و وضعه امامهم لتتغيّر الوان وجوههم الحنطية والسمراء الى سوداء وزرقاء وحمراء وليصمت الجميع متحسسين رقابهم بأصابع أيديهم تيَقنّاً انها ستقطع عما قريب.
قال:
نعم وقد ساعدكم عند ضجركم والهاكم بالميسر عن واجباتكم الثورية.
انتبه اكبرهم واحذقهم لخطورة المرحلة واجاب بسرعة متوجها لرفاقه بدعابة لترطيب الجوّ المتوتر :
ألم اخبركم ان القائد معنا اينما كنّا.
وكأن العصافير وقفت على رؤوسهم المربعة والمستطيلة والمثلثة والمستديرة.
ونظروا الى بعضهم البعض ثم الى وجه الموت ثم الى محتوى السِدر امامهم ليبلعوا آخر سائل من ريق فمهم الجاف.
طمأن الرئيس العربي كل الحاضرين و الذي لا تغيب عنه مكائد الآخرين انّه سيتجاوز فِعلتهم وان ما عليهم غير استغلال الساعات المتبقية للنهار للرحيل فوراً من ليبيا الى بيروت.
قام الثوريون على عجل ،يدفع الواحد منهم الآخر وغادروا الخيمة.
تقدّم حرس الرئيس صوب السدر ولملموا قصاصات ورق الكتاب الاخضر الممزق بلطف وبروية وبحنان وباستياء وبحزن ضحية لعب قمار وانتهى اللقاء الثوري الثقافي الطارىء والمستعجل.
والله اعلم.
#ابو_ليلى_المهلهل.\

 

مجلة الشراع