الشراع 28 شباط 2022

تمر الايام وتتلاحق الاحداث وتبقى مقولة الفنان الراحل نهاد قلعي( حسني البورظان) : اذا اردت ان تعرف ماذا يحدث في ايطاليا عليك ان تعرف ماذا  يحدث في البرازيل . ارددها هنا اليوم بمناسبة الغزو الروسي لاوكرانيا لانه لابد ان يؤثر على العرب بشكل او باخر حسب ماتعودنا عبر السنين
فعندما تتقاتل الفيلة تسحق الازهار وهذا ماحدث عند وقوع مئات الاحداث الكبير عندما دفع العرب اثماناً باهظة بحرب ساخنة او حرب باردة بسبب ضعفهم وتفككهم ولا مبالاتهم مقابل مطامع الشرق والغرب بثرواتهم والصراع على كسب مراكز النفوذ بالقوة او بالتحايل او بالمحاصصة .،
واول ما يمكن التاكيد عليه ان حرب اوكرانيا هي نتاج تراكمات الاحداث والاتجاه لفتح الملفات التي طويت بعد الحرب العالمية الثانية وما تبعها من تنافس على
توزيع تركة الاتحاد السوفياتي بعد انهياره والزعم بان الحرب الباردة قد انتهت واننا نعيش الان تحت مظلة نظام جديد متارجح.
وقد ضرب فلاديمير بوتين ضربته ضمن سياسة القضم التي اتبعها منذ تسلمه سدة الحكم الكرملين معتمداً على واقع ضعف الولايات المتحدة منذ عهدي باراك اوباما المتخاذل ودونالد ترامب المتواطئء وتفكك الاتحاد الاوروبي وضعف قياداته وانسحاب بريطانيا من الاتحاد مقابل تحالفاته الاستراتيجية مع الصين وايران وعلاقاته الجيدة مع تركيا(قد  تتدهور بسبب تاييدها لاوكرانيا) وعدة دول عربية بينها السعودية.٠
لكن بوتين لم يخف طموحاته باعادة تركيب الاتحاد السوفياتي وضم دوله الواحدة بعد الاخرى واعتمد على ردات الفعل الخافته من احتلال الشيشان وتدمير مدنها ثم استعادة جورجيا بكل سهولة تبعه بضربة احتلال جزيرة القرم التي كانت جزءاً من اوكرانيا دون ان ننسى تحقيق احلام القياصرة بوصول روسيا الى المياه الدافئة واقامة قواعد عسكري وجوية وبرية في سواحل سوريا تحت سمع العالم وبصره ٠،
لكن السؤال المهم هو ؛ ماذا بعد؟ وهل سينجح بوتين في ضربته الجديدة ؟ الاكيد ان الامر متوقف على نتائج الهجوم ومدى نجاحه في فرض الامر الواقع وامكانية ان يغريه شيطان الجشع باكمال الطريق الى اوكرانيا بكاملها رغم استبعاد ذلك لكن كل الدلائل تشير الى انه لن يفلت هذه المرة من العواقب الوخيمة والعقوبات الشديد واضاعة سبل الحوار والتواصل ، والخسارة الكبرى التي جناها منذ اليوم. الاول تمثلت في. توحيد الغرب واعادة احياء حلف الناتو لاول مرة منذ انتهاء الحرب الباردة اضافة الى خسارة شركاء مهمين مثل المانيا  وصحوة العملاق الاميركي في عهد  جو بايدن بعد ان استهزا به ٠ولم يحسب حساب القوة  الاميركية٠-
فقد ارتكب بوتين  نفس خطيئة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عند احتلاله للكويت مستخفاً بكل التحذيرات والتوازنات والمصالح الدولية٠٠ وهذا يعيدنا الى البداية لمعرفة ماسيجنيه في اوكرانيا لنعرف ماذا سيجري في المنطقة العربية مهما كانت نتائج  غزوة بوتين ولكن من يتابع مجريات الاحداث العالم والثمن الذي دفعه العرب بعد الحربين العالميتين والنزاعات الدولية من اتفاقات سايكس بيكو الى ضياع فلسطين وتقسيم الدول العربية وعودة احتلال بعض الدول مثل ليبيا٠ والاثمان   ستكون اعظم بعد عودة الحرب الباردة وتوقع جر العرب الى شرق او غرب لدفع اثمان  جديدة٠٠  وبكل اسف فانهم لايشعرون بالاخطار ولا يستعدون لمواجهتها ولا يعيدون رص الصفوف وتوحيدها ٠٠٠٠٠والله يستر من الاعظم،