أيجوع العرب والسودان موجود؟ الشراع 27 شباط 2022

أيجوع العرب والسودان موجود؟

الشراع 27 شباط 2022

طبعاً لا ننتظر عدوان روسيا على اوكرانيا وتهديد سلة الغذاء خصوصًا من القمح كي نكتشف كم ان الانظمة العربية وتحديداً السودانية المتعاقبة في خيبة من امرها كما البؤس كما هدر كل امر حتى لقمة العيش اي الخبز..
العالم كله يترقب تداعيات العدوان الروسي على اوكرانيا في كثير من الحاجات الاساسية واهمها القمح اي الخبر وهو الغذاء الاكبر على موائد فقراء العرب واسمه في مصر العيش لإرتباطه بالحياة
ماذا اعد العرب :اغنياؤهم قبل فقرائهم ؟ لا شيء سوى الدعوة الى شد الاحزمة وتقنين سحب الإحتياط والمسارعة الى البحث عن بدائل تحتاج الى امرين جوهريين :
الامر الاول هو توفير المال اللازم لهذا البديل وقد يكون حتماً الشراء بأسعار اعلى حتى للقمح اذا توفر .
الامر الثاني : هو صبر شعبي خصوصاً من الفقراء على ارتفاع سعر الخبز الجديد وهو امر قد يهدد استقرار دول وليس فقط انظمة .
سيحدث هذا بعد ان غفل العرب جميعهم عن حقيقة ان السودان يملك 200 مليون فدان صالح للزراعة ( الفدان يساوي 4440 م٢ ) .
تتحمل الانظمة السودانية المتعاقبةالمسؤولية الاولى عن اهمال هذه الثروة التيار  احسنت الإهتمام بها منذ نحو نصف قرن لأصبح السودان مقصداً للعمالة العربية والاستثمار العربي والعالمي قبل كل دول الخليج العربي مجتمعة
عندما زار  الرئيس اليوغسلافي الراحل الماريشال تيتو وكان اصدق اصدقاء العرب السودان وجال مع رئيسها السابق جعفر نميري بعض مناطق السودان وجد ان هناك ثماراً تقطع طرقات السير من كثافتها وفي الوقت نفسه شهد جفافاً في مناطق اخرى وقد تأخر عنه نميري لبعض الوقت لإنشغاله بمتابعة اوضاع مناطق اصابتها فيضانات في السودان الكبير … قال تيتو لمضيفه بعد ان قدم اعتذاره : رفيقي جنرال نميري ، جفاف وفيضانات في وقت واحد ؟ اين خطتكم لمجابهة هذا الخلل؟
في عصر جمال عبد الناصر وبعد قيام ثورتي السودان في 25/5/1969 بقيادة نميري وقيام ثورة الفاتح من سبتمبر في ليبيا بقيادة العقيد معمر القذافي تحدث كثيرون عن امكانية حصول تكامل اقتصادي بين مصر والسودان وليبيا ، وكتب يومها ان مصر تملك المؤهلات البشرية العلمية والزراعية وان السودان لديه 200 مليون فدان صالحة للزراعة وان ليبيا تملك المال الوفير من الطاقة في النفط وبهذا يمكن للدول الثلاث ان توفر طفرة في الغذاء هو ثروة حقيقية توفر لها ولكل العرب الإكتفاء الذاتي من المواد الغذائية.. وكان هذا كله مرتبط بتحرير الاراضي العربية المحتلة في عدوان الصهاينة عام 67
رحل جمال عام 1970 وتراجع هذا الامر الاستراتيجي وانحرف نميري بتحريض من حسن الترابي ليقيم في السودان نظاماً دينياً ليصبح نميري امير مؤمنين وكان هذا هو مدخل تقسيم السودان ليتابعه امير مؤمنين آخر اسمه عمر حسن البشير ليضيع من عمر السودان اكثر من نصف قرن بين تجارب عبثية خسر فيها السودان وحدته الوطنية
وامتنعت هذه الانظمة العبثية المتمسلمة من توفير الغذاء لناسها وهي تمثل بهم قتلاً وتهجيراً وتبديد اي امكانية للتقدم والإنتاج .
الآن … امام العرب والسودان فرصة إلزامية لعدم السقوط في الجوع بالإلتفات الى الاستثمار العاجل في السودان والسعي مع حكامه العسكر لجعل الأمن الغذائي هو نفسه الامن القومي
الشراع