لِيَذهَب السَماح الى الجحيم / مساهمة بقلم المحامي عبدالله الحموي

 

كم يدفعُنا الأسى أحياناً
لِنَصُمَ الآذان
عن صرخات استغاثة
يرسلها المسيئون الينا
حين غرقهم
دون أن يَرفَ لنا جَفن
أو يؤنبنا ضمير
وقد تستجدي صَرخَاتُهُم نَخوَةً
تَقف دونها قُبحَ أفعالٍ
مُتَشَفِعينَ
بآثار لَهُم في القُلوب
دون جدوى.
أن تنسخ بشراً من حياتك
فهذا ليس من الحِقدِ بمكان
وأن تجعل منِ الأُريحيةِ جسراً
تحقق به إنسانيتك
الى أبعد مدى
فهذا واجب وليس مكرمة.
لكن هَدمُ الجسور
بينك, وأشرارٍ تفننوا
ويتفنون
في التبروء من إنسانيتهم
حتى صار لسان حقدهم
والكلام
بث فتن وسمومع
فهذا ,والله, من الإنسانية غاية.
لن تضيق الحياة بِبَشَرِيِّ
ينقص مِن هنا أو يزيد
ولا يُجدي السماحُ
أن يبقى مُشَرعاً
على مصراعيه وفتنةً
لأصحاب النفوس الدنيئة.
فكُلُ صَبرٍ لَهُ حُدود
وهل نحن إلا بشرٌ
نَتَجَرعُ المَرارَةِ ما استَطَعنا,
وحتى إذا فاض الكأس, قلنا:
“ليس الانتقام من شِيمِ الكرام
ولكن
هلا ذَهَبَ السماحُ الى الجحيم”؟