الشراع تحاور النائب السابق محمد قباني عن علاقته مع الرئيس رفيق الحريري:في مكتب الرئيس سليم الحص تعرفت على الحريري/الشراع

الشراع 20 كانون ثاني2022

تتابع الشراع حوارها مع النائب السابق محمد قباني ليتحدث اليوم عن علاقته مع الرئيس المظلوم رفيق الحريري … بعد حلقتين تحدث فيهما عن علاقته مع الزعيم كمال جنبلاط.
قباني تحدث عن بداية معرفته بالرئيس الحريري الاب فقال:
كنت ملاصقًا للرئيس سليم الحص بين عامي 1980-1990 وعندما عين وزيراً للتربية في آخر حكومات الرئيس المظلوم رشيد كرامي كان الحص وزوجه ليلى رحمها الله معترضين على تولي اي منصب وزاري فتوليت اقناعهما بقبول التوزير في حكومة يرأسها رشيد كرامي قائلاً : اذا كان اعتراضهما ان رئيس وزراء سابق لا يجوز له قبول منصب وزير فإن رئيس جمهورية سابق هو كميل شمعون قبل ان يصبح وزيراً في حكومة الرشيد … اقتنعت السيدة الفاضلة واقنعت الرئيس الحص وهكذا دخل الحص وزارة كرامي وظل فيها وزيراً الى ان اغتيل ألرئيس كرامي في 1/6/1987 فتولى الرئيس الحص رئاسة الحكومة بالوكالة وظل بهذه الصفة ليواجه انقلاب ميشال عون على الدستور بعد نهاية عهد ألرئيس امين الجميل في 23/9/1988
كنت مستشارا للرئيس الحص عندما كان وزيراً للتربية في تلك الفترة وكان مقرها في الاونيسكو وكان مكتبي ملاصقاً لمكتبه والى جانبي مكتب الوزير السابق نجيب ابو حيدر رحمه الله .. وكنا اقرب سياسيين للرئيس.
زار رجل الاعمال السعودي من اصل لبناني رفيق الحريري كما كان الاعلام يسميه  في مقره في وزارة التربيةوكانت ادواره العمرانية ومنحه الطلابية قد سبقته بعد دوره كمكلف من المملكة العربية السعودية بمتابعة الشأن اللبناني وترتيب مؤتمري جنيف ولوزان .. لمحاولة ايجاد حل للازمة اللبنانيةوبعد لقائه الحص عرج علينا في مكتبي وكان عندي د ابو حيدر  وهو كان يعرفنا من حركة القوميين ألعرب ،فكان ذلك اول لقاء شخصي مع الحريري الذي لم يطل مكوثه اكثر من دقائق ليخرج مصطحباً معه ابو حيدر لزيارة الصحافي طلال سلمان في المستشفى بعد تعرضه لمحاولة اغتيال نجا منها بأعجوبة .
كان يجمع بيننا انا والحريري الصديق والرفيق السابق في الحركة محمود كوكش .. وكذلك فؤاد السنيورة ، ومن خلالهما وتحديداً من خلال محمود تكونت عندي معرفة ومعلومات عن شخصية الحريري الذي سيصبح مالىء الدنيا وشاغل الناس بعد عدة سنوات .. حتى بدأت علاقتي به تتوطد من خلال زياراتي الى دمشق للقاء وزير خارجية سورية ثم نائب رئيس جمهوريتها عبد الحليم خدام فكنت اعرج على منزل الحريري في دمشق بين وقت وآخر وفي احدى الزيارات وحين تأجل  موعدي مع خدام الذي طرأ عليه اجتماع للقيادة القومية كان منزل الحريري مفتوحاً للاصدقاء المقربين.. وهكذا كنت التقي الحريري في دمشق اكثر من لقائي معه في بيروت

انتخابات 1992

كانت هذه الانتخابات باباً لعلاقات مميزة نسجها رفيق الحريري مع سليم الحص بدأت بتوجيهه لزميله السابق في حركة القوميين العرب ابن صيدا فؤاد السنيورة الذي كان تلميذاً للدكتور الحص في الجامعة الاميركية كي يساعد الحص في هذه الانتخابات خصوصاً ان الحص لا يملك المال ولا يعرض سمعته بتلقي الاموال للانتخابات فكان السنيورة مكلفاً من الحريري ان يرتب امر المعركة الانتخابية من دون ان يطلب الحص …. ومن ضمن ترتيبات الامن في محيط منزل الحص وفي المبنى الذي يسكن احد طبقاته في منطقة عائشة بكار ان مستودع المبنى يشغله معمل دبوس للورق وكان هذا يعني ان امكانية استهداف الحص امنياً متوفرة وخطيرة كأن تدخل المستودع شاحنة يمكن لأي مجرم يريد استهداف الرجل ان يفخخها ويفجرها فيهد  المبنى على من فيه .. فكان قرار الحريري ان يشتري المستودع من اصحابه آل دبوس فكلف السنيورة بهذا الامر المستعجل لكن فؤاد السنيورة راح يحاول كعادته  حلب النملة ويساوم على تخفيض المبلغ عدة آلاف من الدولارات فضاج الحريري من اسلوب السنيورة المعروف فكف يده عن مفاوضة دبوس قائلاً له : اسلوبك هذا يا فؤاد بيخلص قصة المستودع بالانتخابات الجاية … كلف الحريري صديقه الآخر الفضل شلق وهو رجل عملي مستوعب تماماًلما يريده الحريري فنفذ الامر سريعاً ..
وكان الحريري اهدى الحص طائرة خاصة تسع 12 راكب تولت شركة طيران الشرق الاوسط تسييرها وصيانتها ومبيتها ، بعد تحويلها ملكاً للدولةاللبنانية قبل ان تبيعها الدولة للشركة الحاضنة
واهدى الحريري الحص سيارة مرسيدس مصفحة ثم اشترى طابقاً في مبنى سكن الحص الذي حوله الى مكتب لندوة العمل الوطني التي كان يرأسها .
  يتابع النائب السابق محمد قباني حديثه فيقول: 
توليت تحصين المبنى حول عمارة الحص بمكعبات الباطون وبالفواصل الحديدية كمتاريس للحماية لسكن الحص ومكتبه ومنزل ابنته في الطابق الثاني.
كان الحريري حريصاً على العلاقة مع الحص وتسهيل اموره من كل النواحي …
نجحت على لائحة الحص عام 1992 ودخلت مجلس النواب ضمن كتلته النيابية … وكنت حريصاً على علاقتي مع رفيق الحريري فكنت التقيه وانقل له آرائي وافكاري كمهندس في الإعمار وانا القادم من حقل البناء والإعمار وهذا هو مضمار عمله  فتعمقت صلتي به حتى تم اختياره رئيساً للوزراء في خريف 1992 .. ومع بدء تشكيل اولى حكوماته وبالإتصال مع الرئيس الحص طلب الاخير ثلاثة وزراء من كتلته في حكومة الحريري الاولى … وكان صعباً على الحريري ان يوزر للحص ثلاثة وزراء ، فجاءني السنيورة ليسألني نيابة عن الحريري : بيمشي الحال بوزيرين انت محمد قباني وماهر بيضون ؟ فقلت له : إسأل ابو يوسف اي محمد يوسف بيضون العضو في كتلة الحص النيابية وشقيق ماهر بيضون( نائب رئيس مجلس ادارة شركة اعمار الوسط التجاري- سوليدير)
المهم ان الحص ادرك صعوبة قبول الحريري بثلاثة وزراء من كتلته  فوافق على توزير اثنين ، فإتصلت بالسنيورة لأبلغه الامر فإذا به يغيب عن السمع لمدة يومين ظننت عندها انه مسافر  .. توجهت الى مكتبه في الجفينور في اليوم الثالث فقابلت عبد الرحيم مراد الذي ابلغني ان صاحبك فؤاد جايى وزير .. فأدركت لعبة السنيورة الذي اختفى بعد ان حبك اللعبة لإبعادي … اتصلت بصديقي اسعد المقدم لأبلغه ان الحص قبل بوزيرين وانا واحد منهما فسألني : اهذا رأيك او رأي الحص ؟ اجبته : انه رأي الرئيس الحص .. فإستمهلني لإعطائي الجواب ليتصل بي بعد ربع ساعة ليبلغني: يا استاذ محمد لقد فان الاوان .. فالمراسيم ستصدر خلال دقائق.. وبالفعل صدرت مراسيم تشكيل حكومة الحريري الاولى وفيها فؤاد السنيورة وزير دولة للشؤون المالية ولم تحصل كتلة الحص على اي وزارة .
صباح اليوم التالي اتصلت بصديقي مستشار الحريري الاعلامي نهاد المشنوق لأطلب موعداً مع الحريري فقال لي نهاد : اذهب الآن الى منزله وستجده يشرب القهوة ، وتوجهت على الفور الى قريطم فاستقبلني الحريري في مكتبه داخل الدار ليسألني على الفور : إن كنت انت الوزير الاول من كتلة الحص فمن كان هو الوزير الثاني ؟ فأجبته انه جوزيف مغيزل .. فقال الرئيس الحريري : عندك حق ، جوزيف رجل محترم ويستحق الوزارة …. ونفذ الحريري اعتقاده فجاء بمغيزل وزيراً في وزارته الثانية .
كنت في كتلة الرئيس  الحص النيابية لكنني كنت مؤيداً لرئيس الحكومة رفيق الحريري وكنت اواجه في كتلة الحص نواباً فيها يفترون على الحريري في كل الامور التي يعملها وكان الحص يسكت ولا يتكلم .

   في الحلقة المقبلة يتابع النائب السابق حديثه عن رفيق الحريري

 

مجلة الشراع