كتب الاستاذ معن بشور /من التجزئة الى التقسيم والانقسام

معن بشور

18/1/2022

إذا كان القرن العشرين هو قرن التجزئة العربية وعنوانها اتفاقية “سايكس – بيكو” ، فإن القرن الحادي والعشرين الذي بدأ بالحرب العدوانية على العراق هو قرن التقسيم والانقسام في حياة الأمة العربية وعنوانه مشروع “الشرق الأوسط الكبير” .
هذا المشروع الاستعماري الصهيوني يقوم على ركيزتين هما تقسيم الدول والانقسام في المجتمعات.
وإذا كانت دعوات التقسيم والفدرلة تنتشر اليوم في كثير من الأقطار العربية، من مشرق الوطن الكبير حتى مغربه، فإن مشاريع الانقسام المجتمعي، سواء على أساس طائفي أو مذهبي أو عرقي أو حتى عقائدي وحزبي وفئوي، تزدهر في ظل تغذية عصبيات متعددة تقوم على فكرة الاقصاء والالغاء والتناحر.
الوحدويون في أمتنا مدعوون الى مواجهة التجزئة بأطر تكاملية تحترم خصوصية كل قطر وتراعي التنوع على مستوى الوطن الكبير، والى مقاومة التقسيم بكل أشكاله المعلنة والخفية، كما إلى مقاومة الانقسام بكل مستوياته عبر تعزيز أفكار التواصل والتكامل والتراكم داخل المجتمعات، كما الى اعتماد خطاب وحدوي، يجمع ولا يفرّق، يصون ولا يبدّد، يتطلع نحو المستقبل ولا يغرق في إنقسامات الماضي، وهو خطاب مطلوب داخل الجماعات والتيارات والمجموعات.
إن آليات التواصل والتكامل والتراكم هي آليات تنهض بالامة وتحصّن اقطارها من التقسيم ، كما تحصّن مجتمعاتها من الانقسام، وكلاهما اي التقسيم والانقسام يبدأ باعتماد التقاسم والمحاصصة أسلوباً لحكم البلاد والعباد.