الشراع تتابع الحوار مع النائب السابق محمد قباني: أرادني صائب سلام في لائحته الانتخابية.. لكني لم ارد العمل ضد كمال جنبلاط (الحلقة الثانية)/الشراع

الشراع 5 كانون ثاني 2022

  • أرادني صائب سلام في لائحته الانتخابية.. لكني لم ارد العمل ضد كمال جنبلاط 

تتابع الشراع حوارها مع النائب السابق محمد قباني وهو يتحدث عن الزعيم الاشتراكي الراحل كمال جنبلاط فيقول:

من وقائع العمل السياسي في بيروت ان الزعيم الراحل صائب سلام كان يريدني ان اكون ضمن لائحته الانتخابية في دورة1972… وقد ذهبت مع كبير من عائلة قباني هو المرحوم زكي القباني الذي كان يومها رئيسًا لنادي النجمة الواسع الشعبية في بيروت وخارجها لزيارة الزعيم سلام وكان هو نفسه الرئيس الفخري للنادي العريق
في دار المصيطبة التاريخي وقبل لقاء راعيها التقيت صديقي وزميلي في حركة القوميين العرب مصطفى بيضون المقاصدي العريق، وأخبرته ان ابن عم والدي الاستاذ زكي يريدني ان اكون في لائحة صائب بيك وهذا هو سبب الزيارة ولكني لا اريد ان اعمل ضد كمال جنبلاط…

  • فنصحني بيضون بالسفر حتى لا تحرج نفسك وقريبك وصائب بيك!!

بالفعل اشعت انني سافرت لكنني توجهت للمبيت عند زميلي في الحركة وفي النادي الثقافي العربي فؤاد السنيورة..
ظلت علاقتي وطيدة مع كمال جنبلاط وكنت اصعد اليه في المختارة وازوره في منزله المعروف قرب فرن الحطب (بعد رحيل الزعيم سكن فيه نجله وليد جنبلاط لسنوات طويلة ثم تنازل عنه لأصحابه منتقلاً الى داره الحالية في كليمنصو)…

كان كمال جنبلاط يعتمد ما كنت اعتبره كلمة سر فيتصل بي هاتفياً ليقول لي:

  • يا عمي لازم نحكي..

فأدرك انني يجب ان التقيه لأستمع منه، فإذا هو يؤكد اهتمامه ببيروت وشؤونهما لمجابهة زعيمها صائب سلام العميقة في العاصمة… ولهذه الغاية قرّب جنبلاط اليه نخباً بيروتية معروفة منها الحاج عزت حرب المقاصدي المعارض لصائب بيك والدكتور اسامة فاخوري والمحامي فؤاد شبقلو وانا المهندس محمد قباني ..
بالنسبة لي لم تنشأ علاقة مع صائب سلام لكني لم اتعرض له كما فعل الآخرون وبقساوة احياناً…

وكانت طبيعتي المسالمة الهادئة تظهر في مساري السياسي وعلاقتي مع الجميع اصدقاء ومعارف وحتى مع الخصوم … وهذا ما قدره لي المرحوم صائب سلام الذي قال لي مرة وكنت في زيارته عام 1980:

ان كثيرين من زملائي في الحركة الوطنية طلبوا زيارتي لكنني رفضت استقبالهم، مضيفاً اما انت فأنت ابن عيلة وكنت خصماً شريفاً ومحترماً..

يتابع النائب السابق محمد قباني حديثه للشراع فيكشف انه:

في احد مهرجانات الحركة الوطنية خلال الحرب الاهلية وكانت تتلقى عروضًا من جهات مختلفة للتسوية وقفت خطيباً وقلت:

  • انني مع اي خطة او مشروع يحمل توقيع كمال جنبلاط..

وفي حين ضجت القاعة بالتصفيق لوقت غير قصير فإن زملاء لي في الحركة الوطنية واصدقاء انتقدوا موقفي هذا… ولم يستطع احد تغيير قناعتي تلك… لتظل علاقتي مع الرجل الكبير متينة وفيها الكثير من الحب والاحترام اللذين كان رحمه الله يخصني بهما حتى انه كان احيانا يتعمد ان يركب الى جانبي في سيارتي المرسيدس (بعد التاونس) وخلال حرب السنتين لنجول في شوارع بيروت من دون حرس او مرافقة وكان كلامه دائمًا مختصرا ولكنه صريح يتحدث معي بلغة البرقيات .

خديعة السادات

ويكشف المهندس قباني ما يمكن اعتباره خديعة من الرئيس المصري الراحل انور السادات لكمال بيك فيقول ان السادات وعده قبل قمة القاهرة التي اقرت إرسال قوات ردع عربية لإنهاء الحرب في لبنان في تشرين اول/ اكتوبر 1976 بأنه سيرسل خمسة عشر الف جندي مصري للاشراف على وقف الحرب… لكن جنبلاط وفي اثناء ترؤسه اجتماعاً للحركة الوطنية سحب من جيبه رسالة قائلاً انها وصلته من السادات وفيها تراجع عن وعده بإرسال قوات مصرية الى لبنان…

  • ثم قال للحضور: هلق فينا نقول يا عمي خسرنا الحرب !!

انتهى كلام الاستاذ قباني والشراع تضيف تعليقاً على موقف السادات:

انه جاء بطلب اميركي بعد ان لزمت واشنطن لبنان لحافظ الاسد ليحكمه منذ ذلك التاريخ تطبيقاً لصفقة كيسنجر- الاسد التي تقضي بأن يدخل الجيش السوري الى لبنان للامساك برقبة منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات وحلفائها من القوى الوطنية والقومية واليسارية لقاء وعد من كيسنجر الاسد بأن يقيم امبراطورية تمتد من خليج العقبة الى الاسكندرون !!

  • في الحلقة المقبلة يتحدث محمد قباني عن علاقته مع الرئيس المظلوم رفيق الحريري 

 

مجلة الشراع