مقالات

وتسألون لماذا ..؟! بقلم الشيخ مظهر الحموي

وتسألون لماذا ..؟!
..لأنه الفراغ في الضمائر والنفوس والقيم والمبادىء والأخلاق !.
بقلم الشيخ مظهر الحموي

يعيش اللبنانيون العديد من الأزمات المتنوعة على الصعد السياسية والإقتصادية والإجتماعية دون أن يروا بصيص أمل لحلها ما يحيل أوضاع اللبنانيين الى مشكلات مزمنة ربما إعتادوا عليها على مضض ، إلا أنهم يأملون في الوقت نفسه الخروج من هذه المآزق التي تطاول أمنهم وسلامتهم ومستقبلهم .
ولا يختلف إثنان في أن أسباب هذه الأزمات ناجمة عن الفراغ الذي عم النفوس وخلو الضمائر من أي حسٍ ديني وإنساني وإنسلاخها من القيم والمبادىء الأخلاقية ، وسيطرة الجشع والإنتهازية والإستغلال في تصرفات بعض المتلاعبين في مصير الناس دون أي وازع يحد من طمعهم الذي لا حد له، ولا حاجز أو خشية من سوء المصير ، جراء سوء أعمالهم وإنحراف مبادئهم .
وليس الفراغ الذي نقصده هو فقط في الوضع السياسي والوطني ، مما لم يمر على هذا الوطن من قبل ، حيث إستفحل الإحتراب السياسي بين فرقاء الساحة السياسية مما أدى الى تصاعد حالة التوتر الذي إنعكس بشكل أو بآخر على سائر الحياة الإقتصادية والإجتماعية .
وليس الفراغ هو فراغ جيوب الناس مع الأيام الأولى من كل شهر وإن كنا نؤكد مخاطر هذا الفراغ على الأوضاع الإجتماعية العامة، مع التصاعد الكبير بنسب الفقر لتصل الى العدم ، وتضاؤل حجم الطبقة الوسطى ، وبروز حالات كبيرة من الفقر المدقع كما تؤكد الدراسات والأبحاث التي أجريت والتي أطلقت صرخات تحذيرية من مغبة تلك الأحوال ، التي يمكن أن تؤدي الى إنفجار إجتماعي كبير لا تحمد عقباه .
وليس هو فراغ البلد من فرص العمل التي يحتاجها آلاف المتخرجين الجامعيين ومن المعاهد الفنية والمهنية الوسطى والعليا ، ومثلهم آلاف المتسربين من المدارس الذين ضاقت أمامهم هذه الفرص أمام مزاحمة الأيدي العاملة غير اللبنانية، وإن كنا نعتقد سوء مآل هذه الأوضاع على نفوس شبابنا الذين يتطلعون بحرقة وشغف الى مغادرة البلد ولو بأساليب غير شرعية تؤدي الى مآسي غرقهم وذل غربتهم ولجوئهم غير المشرف .
إن كل أنواع هذا الفراغ السياسي والإقتصادي والإجتماعي تهون ( على خطورتها) أمام فراغ النفوس من القيم والوازع والضمير الذي يتصف به العديد من التجار والمستوردين ولا سيما تجار المواد الغذائية ومافيات الأدوية والمسلتزمات الطبية على أنواعها ، وإحتقار أصحاب المولدات الكهربائية ومستودعات اللحوم والأجبان والألبان وتجار المياه وغيرها…
هي كوارث لم يشهدها البلد من قبل، أو ربما بالأحرى كنا نقيم على جبل من الفساد لم يتنطح أحد من المسؤولين لكشفه وقد عم تأثيره وبلواه صحة اللبنانيين وجيوبهم وحياتهم.
لقد صدق أمير الشعراء أحمد شوقي في تأكيده :
وإنِّما الأُمَمُ الأخلاقُ ما بَقِيَتْ
.. فَإنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخلاقُهُمْ ذَهَبُوا
وها نحن قد صدق فينا قول هذا الشاعر فبتنا في مهب الريح تتقاذفنا الأنواء وتعصف بنا مطامع الأعداء ، ونحن نتبادل التهم والإدانات فيما نحن جميعا متهمون بأننا أسأنا الأمانة وإنسلخنا عن قيم الأخلاق والشرائع والضمير.
إنه فراغ مريع يجول في أرجاء هذا الوطن ولا أحد يسعى إلى إحتوائه وإعادة البلاد إلى شاطىء الأمان .
ويحدثونك عن الإخلاص للمبادىء ، وهم أول من خانها وحرص على الإنقلاب عليها.
ويزينون لك أهمية حب الأوطان ، وهم الذين يسعون في خرابها ، ويطلبون منك الطاعة والإلتزام بالقوانين والدساتير ، وهم الذين يتجاوزونها ويعرقلون أمر تطبيقها .
هذا هو أخطر أنواع الفراغ في حياة اللبنانيين الذين أطاح بمستقبلهم تجار المال والسياسة وباتوا يئنون من تداعيات هذا الفراغ الرهيب في الضمائر والنفوس والقيم والمبادىء والأخلاق ..
أخوكم الشيخ مظهر الحموي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi