شعب فلسطين يستحق قيادة على مقاسه / بقلم حسن صبرا/الشراع

مجلة الشراع 1 كانون أول 2021
قليلة هي الشعوب التي توفرت لها قيادات على مقاسها الحضاري والثقافي وطموحاتها السياسية وقضاياها المصيرية..

  • هكذا كان جمال عبد الناصر على مقاس مصر العظيمة
  • وكان شارل ديغول على مستوى فرنسا ما بعد الاستعمار
  • وكذلك كان نيلسون مانديلا على مستوى سعي شعوب افريقيا وجنوبها للتحرر من الاستعمار والحكم العنصري
  • كما كان لينين على مقاس سعي الروس للتخلص من حكم القياصرة
  • وكان ماوتسي يونغ على مقاس الصين الساعية للخروج من قمقم التخلف…
  • وكان ياسر عرفات على مقاس مسعى الشعب الفلسطيني للحصول على حرية ارضه من الإستيطان الصهيوني…

وهؤلاء القادة العظام وغيرهم مسؤولون عن افعالهم لغاية رحيل كل منهم الى جوار ربه – آمن بوجوده ام انكر ذلك والله عليم بذات الصدور- ولن ندخل بما حل بتلك الاوطان من بعدهم…

لكننا نقف عند انبل ظاهرة في وطننا العربي وهي ظاهرة مقاومة العدو الصهيوني التي قادها ياسر عرفات وهي التي قال عنها جمال عبد الناصر انها انبل ظاهرة انجبتها الامة العربية بعد هزيمة حزيران / يونيو1967
قاد ابو عمار هذه الظاهرة… ونحن لن نناقش سلبياتها الكبيرة خصوصاً في لبنان  لكننا نقف عند ظاهرة عرفات نفسه الذي وعلى الرغم من سلبيات قيادته الكثيرة والكبيرة إلا اننا نسجل له ما يلي :

  1. ١-كان ياسر عرفات اكثر قيادات العرب ديموقراطية .
  2. ٢- كان عرفات اكثر قيادات العرب تحملاً للنقد
  3. ٣- كان عرفات ومن بعد جمال عبد الناصر الأكثر تعرضاً  للمؤامرات من الانظمة العربية التي كان مضطراً للتعامل معها
  4. ٤- ياسر عرفات هو اول زعيم مدني ( على الرغم من زيه العسكري وصفته قائداً لقوات العاصفة ) في فلسطين الشاملة وفي ارض الشتات، وهو اول زعيم فلسطيني يحرر ارضاً فلسطينية يرفع عليها علم فلسطين في التاريخ

بعد ياسر عرفات شغر موقع القائد الفلسطيني على الرغم من وجود رئيس

للسلطة الفلسطينية منذ غيابه اسمه محمود عباس، وحتى خصوم عباس في السلطة ومنافسيه خارجها لا يملك اياً منهم مؤهلاً ليقود بعد عرفات
بل ان صفة عرفات الاولى انه قائد وكان يقود منظمة التحرير الفلسطينية التي تضم كل اتجاهات الفكر السياسي بجدارة وكفاءة ثبت فيها وحدة العمل الفلسطيني من دون تردد، بينما يبدو خلفاؤه عاجزون عن قيادة حركة فتح وحده… بعضهم يتبع لنظام هنا ومنظمة هناك وكثيرون منهم منشغلون بتكوين الثروات واستتباع المنتفعين وكلهم يدعون وصلاً بليلى اي بالختيار
ياسر عرفات خسر في حياته رفاقه المؤهلين لقيادة المسيرة معه او بعده، وخسر الشعب الفلسطيني بعده استمرارية الحيوية التي كان يتمتع بها..
كان ياسر عرفات كريماً بحبوحاً يعرف كيف يوظف المال الوفير الذي اغدق على حركته ومنظمته فيظل حاضراً في الإعلام وفي السياسة في بلاد العرب والخارج وكله من اجل فلسطين وهو قائدها… بعد ياسر عرفات تسابق المتنافسون على فتات المساعدات وتكارموا من حساب الشعب الفلسطيني على عائلة كل منهم والاتباع فما وجد الشعب الفلسطيني في اي منهم من هو على مقاسه

حسن صبرا

 

مجلة الشراع