مسؤليتنا نحن العرب / بقلم محمد مظهر عيسى/ الشراع

مسؤليتنا نحن العرب / بقلم محمد مظهر عيسى

مجلة الشراع 27 تشرين أول 2021

من المستحيل أن نطالب السوادنيين او اي شعب آخر بأن يتفق على رأيي واحد، ببساطه لأن ذلك في حد ذاته ليس من الديموقراطية في شيء، صحيح نحن شعوب ماتزال بعيده الى حد ما عن تطبيق الديمقراطية وتفهم متطلباتها، كما اننا – مع الاسف الشديد- لا نطبق ابسط مبادي الاختلاف في الرأي مع الحفاظ على خصوصية بلادنا ، نحن من أفسحنا المجال امام التدخلات الخارجية في شئوننا الداخلية ، فتارةً نجد مبعوثاً أمريكياً للسودان ، وتارة أخرى مبعوث بريطاني، فضلاً عن ثالث أممي ، وأنا على يقين تام ولا يساورني أدنى شك أن أيٌ من هؤلاء لا يستوعب طبيعة الشعب السودانى ولا أيٌ من شعوب الوطن العربي، ومن هذا المنطلق فاننا نفتح المجال امام توجهات وأهداف غير عربية لا تحقق بالتأكيد مصالح وطموحات شعوبنا…
ان الشعب السودانى الشقيق هو شعب مثقف ولديه وعي سياسي كبير، هذا الشعب يحتاج الى فرصة لا أكثر ، وهذه الفرصة لن تأتي الا من داخله ومن بين صفوفه ، ولا يمكن ان تأتي من مبعوث أي دوله غربية،
ورغم تفهمي التام لمفهوم العولمة ويقيني بواقع القوى الدولية ومايترتب عليها من آثار وتداعيات سياسية واقتصادية تفرض في الكثير من الأحوال – مع الأسف- التدخل من شئون الدول العربية ، ورغم الواقع الذي فُرض علينا لأسباب مختلفه الا ان عروبتي مازالت تحلم بالتحرر التام من أية تدخلات خارجية في الشأن العربي ، نعم لقد بتنا نعيش في عالم صغير، نعم لقد بددت التكنولوجيا المسافات ، نعم لايمكنا العيش بمعزل عن العالم ، ولكن … اما حان الوقت لكي نعيد التفكير مرةً أخرى في كيفية إعادة صياغة أنفسنا/ عروبتنا ، نحن ” العرب” نمتلك كافة المقومات التي يفترض ان تُجبر العالم بأسره على التعامل معنا بأسلوب يُقَدِّر قوتنا ، نحن العرب نشكل قوة بشرية واقتصادية لايستهان بها، نحن نمتلك عقول أثرت وأبهرت العالم في مجالاتٍ عده ، نحن نحتل موقعاً جغرافياً هاماً في العالم ، لدينا الكثير الكثير، عندما فكر السابقون في إنشاء جامعة الدول العربية كانوا بالقطع يحلمون بسقف أعلى كثيراً مما هي عليه الآن ، أحلم باليوم الذي نستطيع فيه ان نعطي لجامعتنا مساحة أكبر واكثر فاعلية لحل أزماتنا ، أشعر بكثير من الألم والأسى عندما أقرأ ان هناك موفداً غربياً لأي أزمة عربية ، وأشعر بنفس الألم حينما اتابع أخبار عن اجتماع دولي لمتابعة اي أزمة عربية، ألا نستطيع نحن العرب ان نقوم بذلك ؟!!
ولا يتوقف حلمي عند هذا الحد ، بل احلم بيوم أجد فيه العرب على قلب رجل واحد، استفيدوا من إمكاناتكم ياعرب، استفيدوا من طاقاتكم وقوتكم، تكاتفوا ففي تجمعكم قوة وفي تفرقكم ضعف لدولكم ، انا لا أطالبكم بإذابة دولكم في دولة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ، انا أطالبكم بأن تدعموا بعضكم بعضا ، أطالبكم بتجاوز الخلافات ما ظهر منها وما بطن، فإذا استشعرت القوى الدولية أنكم تتغيرون عملياً وتتوحدون ، اذا استشعر العالم ان قرارنا واحد ، اذا استشعر العالم ان الدول العربية تؤازر بعضها البعض وانه لا يوجد تباين في التوجهات ، اذا لم نعطي الفرصه لأحد ان يوقع بيننا، اذا لم يحرص أيٌ منا على التقرب من الغرب على حساب اشقاءه ، فقط وقتها يمكن ان تتغير المعادله، اذا استطعنا تنفيذ ذلك اعتقد انه لن يكون من الصعب ايجاد حل عادل للأزمة السورية، ووقف سيل الدماء في اليمن، وإيجاد حل لمشكلة ليبيا ، وتسوية الموقف في لبنان …. اعتقد اننا العرب أكبر كثيراً من ان ننتظر مساعدة الغرب لحل مشاكلنا
أيها الأشقاء الأعزاء في السودان لا نطالبكم الا ان تعودوا الى طبيعتكم ، ولامجال للإصلاح الحقيقي الا من خلال صندوق اقتراع نزيه ، وهذه هي الفرصة فلا تُضيعوها أثابكم الله