إنه الاسوأ !! الشراع

إنه الاسوأ !!

مجلة الشراع 26 تشرين أول 2021
قتلت ليندا جنبلاط في منزلها الذي رفضت ان تغادره في شارع بدارو في بيروت خلال حرب السنتين ( 1975-1976 ) لقناعتها بأن الخلاف السياسي حتى لو اتخذ الطابع الدموي بين اللبنانيين  لن يصل الى حد التعدي على هذه السيدة المرموقة بذاتها وهي شقيقة شخصية وطنية كبرى بقامة كمال جنبلاط … وكان قتلها -وهي التي رفضت ان تغادر منزلها مع بدء الفرز الطائفي -رسالة بالدم الى شقيقها الزعيم  … وكان من المبادرين الى تعزيته الرئيس كميل شمعون على ما بينه وبين جنبلاط من نزاعات اتخذت طابعاً عنفياً .. وكذلك مؤسس حزب الكتائب الذي كان الطرف الاساس في انفجار الحرب الاهلية الشيخ بيار الجميل … ولم يخرج في لبنان صوت واحد يستنكر استقبال جنبلاط تعازي شخصيات يمكن لجمهوره كله وجماهير الاحزاب اليسارية التي يقودها الزعيم ان تتهمهما بأن الشقيقة الوحيدة لجنبلاط قتلت على ايدي جماعتهما .. وأكثر من ذلك ان جنبلاط الذي استقبل ايضاً المحقق الذي كلف التحقيق في جريمة قتل شقيقته الوحيدة رفض ان يطلعه القاضي المحقق على تفاصيل الجريمة والشبهات التي تطال مشبوهين بإرتكاب الجريمة لحكمة عرفها الذين يعرفون الزعيم وهي انه لا يريد ان يذهب الظن الى انسان قد تدفع بعض انصار جنبلاط الى الثأر لمقتل شقيقته بقتله او بقتل اقارب له او ابناء او اشقاء …. هذه هي اخلاق كمال جنبلاط . ونحن نستذكر هذه الواقعة بمناسبة ما تردد من نفي لنبأ اتصال سمير جعجع بنبيه بري لتعزيته بمقتل عدد من اعضاء حركة امل خلال مواجهات الطيونة – عين الرمانة الاخيرة.
وسواء كان الاتصال حصل ام لم يحصل فإن النفي يشي بأن التعزية او قبولها باتت حدثاً جللاً بحد ذاتها.. وهذه اشارة الى انحدار غير مسبوق في السلوكيات المجتمعية في لبنان  تنطبق على الطرف الذي نقل عنه نفيه لورود التعزية كما تنطبق على الطرف الذي كان من المفروض ان يعزي … وفي الحالتين يضاف الى ذلك ضعف وخوف الطرفين من غضب جمهورهما على اي منهما .. على الطرف الذي عزا – اذا حصل- وعلى الطرف الذي قبل العزاء او  رفضه – اذا ورد ذلك.
سيئات كثيرة تحصل في لبنان  على كل المستويات الإجتماعية والإقتصادية والخدماتية الا أن هذه أسوأها على الإطلاق
الشراع