جعجع في زمن “كورونا” على طريقة “حزب الله”: سأترشّح الى الرئاسة

جعجع الى الشيخ نعيم قاسم: لاقيلنا شي شيطان مش رجيم يعطينا مصاري

جعجع: نؤيّد اعتماد قانون الانتخاب الحالي في الانتخابات المقبلة وما من داعٍ لكرنفال للتنقيب عن النفط

جعجع: “المستقبل” و”الاشتراكي” لا يريدان جبهة معارضة تجنّباً للاصطدام مع حزب الله

لم يتغيّر سمير جعجع. يكثّف إطلالاته في الفترة الأخيرة “لأنّ الأمر يحتاج ذلك”. ولكنّ معراب تغيّرت في زمن “كورونا”. تصل الى المدخل فيدعونك لغسل اليدين. يستقبلك “الحكيم” من دون مصافحة. “مشالحة” يقول، على طريقة “ثقافة حزب الله”، وفق توصيفه. حتى من يتولّى الضيافة يستخدم القفازات، ومن ينقل الميكروفون بين المشاركين في الحوار مع جعجع يتولّى مسحه بمحرمة…

يجلس جعجع بين النائب سيزار المعلوف والنائب السابق فادي كرم، أمامه ورقة صغيرة دوّن عليها بعض الملاحظات. وفي جواره أيضاً رئيس مقاطعة أميركا الشماليّة في القوات اللبنانيّة الدكتور جوزيف جبيلي، الذي لم يصافحه جعجع أيضاً، بهدف الوقاية!

يبدأ جعجع حديثه من فيروس كورونا. يقول: “هذه القصّة علميّة لا سياسيّة، فالحالات العشر المعلنة حتى اليوم مصدرها، المباشر أو غير المباشر، إيران ما يستوجب تدابير سريعة لناحية السفر منها وإليها، باستثناء اللبنانيّين العالقين في إيران لعودتهم الى لبنان سريعاً على أن ينقلوا فوراً من الطائرة الى الحجر الصحي الإلزامي”.

من مرض هذا الزمن، ينتقل جعجع الى شائعة مرضه. يكشف عن “الاستعانة بمكتب محاماة دولي لرفع دعوى على مطلقها ريشار لابيفيير المعروف بتأييده نظام بشار الأسد، وهناك شخص يُدعى فؤاد ناصيف حاول أن يحصل على سجلّ طبّي من المستشفى التي لم أزرها في حياتي”.

وما دامت “سيرة المرض انفتحت”، يصف جعجع البلد حاليّاً بـ “المريض الذي يعاني من أمراضٍ كثيرة، بينما نكتفي بإعطائه “البنادول” ونغنّي له Au Claire de la Lune لكي يُشفى”. ثمّ يضيف: “من المؤكّد أنّ بعض الوزراء جديّين وأصحاب اختصاص، وأقصى تمنّياتنا أن تنجح هذه الحكومة، ولكن ما من نجاحٍ يأتي من دون معالجة سريعة، وهذا ما لم نلمسه منذ إقرار البيان الوزاري”.

من توصيف المرض، ينتقل جعجع الى وصف العلاج. المدخل، بالنسبة إليه، هو ألا يبقى فريق 8 آذار ممسكاً بالحكم. يستعين، للتأكيد على كلامه، بما قاله نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أخيراً، حيث اعتبر أنّ الصندوق الدولي شيطان رجيم. يقول جعجع: “طيّب يا شيخ نعيم، لاقيلنا شي شيطان مش رجيم يعطينا مصاري”.

ويتابع: “لو كنت مكان الرئيس ميشال عون، لسعيت الى تشكيل حكومة قادرة على أن تتواصل مع الخارج ولا تشتم هذا الخارج لكي تتمكّن من تأمين مساعدة منه”.

ويطرح جعجع سلسلة حلول، على شكل أسئلة يشكّل كلّ منها مدخلاً لنقاشٍ مسهب:

ماذا يمنع حلّ مشكلة التوظيف السياسي الذي بلغ الـ 5300 موظفاً وفق لجنة المال والموازنة النيابيّة؟

ماذا يمنع إقفال المعابر غير الشرعيّة التي تسبّب هدراً بـ 200 مليون دولار سنويّاً تقريباً؟

لماذا لا يُعالَج ملف الجمارك؟

ماذا يؤخّر تشكيل الهيئتين الناظمتين في قطاعَي الكهرباء والاتصالات، وتعيين مجلس إدارة جديد لمؤسسة كهرباء لبنان؟

ويتوقّف جعجع عند السؤال الأخير، ليضيف عليه أنّ “شركات دوليّة تمّ طردها من قبل وزارة الطاقة والمياه، على الرغم من استعدادها لبناء معامل الكهرباء بسرعة مع تأمين مولدات ضخمة لتأمين الكهرباء في فترة بناء المعامل”.

ويعتبر جعجع أنّ “لبنان بإمكانه إيجاد حلول من دون اللجوء الى البنك الدولي، كمثل إنشاء شركة مساهمة لتلزيم بعض المرافق والقطاعات، ما من شأنه تأمين مداخيل إضافيّة، وهذه الشركة يمكن طرح أسهمها في البورصة في بيروت ولندن”. ويضيف: “هناك حلول بمتناول اليد ولكن تحتاج الى قراراتٍ سياسيّة”.

ويعرض جعجع، في الحوار الذي أجراه مع ممثّلي المواقع الالكترونيّة، سلسلة أفكار من شؤون داخليّة عدّة، فيبدي أمله بعدم تدخل السياسة في التشكيلات القضائيّة، ويأمل ألا تكون التدخلات هي التي أخّرت إقرار آليّة للتعيينات في مجلس الوزراء، ويصرّ على أنّ قانون الانتخاب الحالي ممتاز وهو لا يحتاج سوى الى تعديلات تقنيّة، ويشدّد على أنّ المشكلة ليست في القطاع المصرفي بل في السياسة، ويلفت الى أنّ الاصطفافات الحاليّة تتخطّى 8 و14 آذار، بل تُختصر بسؤال: مع من هذه الطغمة الحاكمة ومن ضدّها؟

وفي موضوع النفط، يقول رئيس “القوات”: “ينقّبون عن النفط، ولكن من غير الضروري تنظيم كرنفال. هذا النفط ليس لنا، بل للأجيال القادمة ويجب أن تدار عائداته عبر صندوق سياديّ، علماً أن لا ملاحظات لدينا على إدارة هذا الملف حتى الآن”.

وردّا على سؤال عمّا يمنع تشكيل جبهة معارضة، يجيب جعجع: “اتّضح أنّ “المستقبل” و”الاشتراكي” لا يريدان الذهاب في معارضتهما نحو جبهة، لاعتباراتٍ عدّة من بينها تجنّب الاصطدام بحزب الله”.

وسأل: “إذا استقال رئيس الجمهوريّة، من البديل؟ هل هناك بديل أفضل الآن؟”. ويتابع، ردّاً على سؤال: “نعم سأترشّح الى الانتخابات الرئاسيّة، ولكن هل يحملون شخصاً مثلي؟”.

أما عن موقف حزب الكتائب، فيقول جعجع: “الكتائب تاركين كلّ شي ولاحقين “القوات” شو عم يعملو”.

وفي سؤاله عن حدث “17 تشرين”، يشير جعجع الى أنّنا “لقينا حالنا من بعدو”، وقد اتصلت في ذلك اليوم بـ (رئيس الحكومة السابق سعد) الحريري و(رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد) جنبلاط وطلبت منهما الاستقالة، لكّنهما تريّثا، ثمّ أبلغتهما في اليوم التالي بأنّنا قرّرنا الاستقالة من الحكومة”.

يبدأ جعجع حواره بالمرض المتفشّي وينهيه بـ “المرض السوري”. يقول إنّ الأزمة السوريّة عادت الى نقطة الصفر بانتظار الحلّ السياسي