مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “ال بي سي”

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “ال بي سي”

الحكومة في اليوم الأول، أمام الإمتحان، إما تكرم، وإما تهان .

من أمام مجلس الجنوب، فلت الزعران مكشوفي الوجوه ، لا قناع يغطي زعرناتهم لأنهم لا يخافون أحدا ولا يهابون أحدا، وليس عندهم “كبير” سوى ” كبيرهم ” … لم يميزوا بين شاب وفتاة ، فانهالوا عليهم بالعصي “ومش فرقانة معن … ألم يبلطجوا قبل ذلك في فردان ولم يقل لهم أحد : ” محلا الكحل في عيونكم ” ؟ ألم يصلوا إلى شارع ” مونو ” قبل ذلك وحقنوا الأجواء وكادوا أن ينعشوا الحرب الأهلية؟ ألم “يطحشوا” من الخندق الغميق وأحرقوا خيم المعتصمين المسالمين؟

في وسط بيروت انتشرت صورهم على مواقع التواصل الإجتماعي … في فردان كذلك … واليوم في بئر حسن … لديهم ” فائض زعرنة ” وكأنهم يقولون لسائر اللبنانيين : نحن نحكمكم ونتحكم بكم … لا نهاب قوى أمنية ، ومن يجرؤ على توقيفنا ؟ نحن فوق القانون وفوق الإجراءات … صحيح ! فما حصل اليوم في بئر حسن أثبت الوقائع التالية: هناك “فائض زعران وزعرنات “، وبعضهم يقبضون رواتب من الدولة تحت أكثر من مسمى ومن أكثر من مجلس وصندوق وشرطة … هم فوق المحاسبة وفوق المساءلة … القوى الأمنية على اختلافها تكتفي بتسجيل الوقائع لأعداد التقارير ورفعها إلى المسؤولين.

الحكومة في اليوم الأول ، أمام الإمتحان ، إما تكرم وإما تهان …، موقف وزير الداخلية ندد بـ”الاسلوب الهمجي الذي تعرض له معتصمون ومتظاهرون سلميون بينهم سيدات وهم في طريقهم الى الاعتصام امام مجلس الجنوب”…. فحين يتحدث وزير الداخلية عن الأسلوب الهمجي فإن أضعف الإيمان ملاحقة ” الهمجيين ” وقد باتوا معروفين صوتا وصورة وانتماء وأوامر خصوصا أن بعضهم يحملون أجهزة ولم يتوقفوا عن استعمالها…

السؤال الكبير هنا: أما آن الأوان لوضع حد للبلطجة المتمادية ؟ من يضع حدا للهمجيين والبلطجيين ؟ إلى متى سيستمرون فوق القوانين يمارسون همجيتهم وبلطجيتهم على سائر اللبنانيين ؟ وزير الداخلية يبدو أنه سارع إلى الإجابة فبدأت عمليات الدهم وقد تم توقيف إثنين من المشاركين في الإعتداءات … فهل الآخرون متوارون؟وقد أظهرت الصور ان عددهم ليس قليلا، وبالتأكيد أكثر من الإثنين الذين تم توقيفهم … بعد الإجراءات التي بدأت ، هل يمكن القول ان الزعرنات انتهت إن البئر والخندق لن يكونا بعد اليوم فوق القانون ، كما كان يحدث حتى الأمس القريب ؟ آخر المعلومات تحدثت عن إطارات مشتعلة في الجناح إحتجاجا على توقيف إثنين من المعتدين ما أدى إلى إقفالها لبعض الوقت ثم أعيد فتحها.