المواطنون بين جنون الدولار وجشع التجّار: فوضى… وطوابير انتظار

يسابق الارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار الاميركي صوت الاحتجاج الشعبي في المناطق اللبنانية كافة، يطير كالصاروخ بلا توقّف، فتحلّق معه الاسعار وترتفع، فيما تختنق صرخات الجوع والوجع الممزوجة باليأس وتتوزّع غضباً بين اقفال الطرقات والاطارات المشتعلة والدخان الاسود و”الشحتار”، لتكرّس مشهداً متناقضاً يعيشه اللبنانيون بمختلف طوائفهم ومذاهبم ومناطقهم وفئاتهم منذ بدء الانهيار الاقتصادي والمعيشي وحجز الاموال في المصارف.

 

وانعكس المشهد الفوضوي في عمليات البيع والشراء، بين تهافت المواطنين على التزوّد بالاحتياجات الضرورية والمواد الاستهلاكية، ولا سيما الرزّ والسكر والحليب والزيت قبل ارتفاع اسعارها مجدّداً بعد فقدان المدعوم منها، وبين بدء بعض المحال التجارية والسوبرماركت إقفال أبوابها، بعدما لامس سعر الصرف الـ 15 الف ليرة لبنانية، بانتظار استقرار سعر الصرف. وبينهما من اعتمد اسلوباً جديداً في تقنين البيع، فأبقى على الاسعار نفسها ولكنّه لم يسمح بشراء كمّية كبيرة من كل نوع، وقلّة تفاعلوا مع السوق وزادوا على الاسعار بما يتناسب مع الارتفاع الجديد، في وقت حرّرت دورية من المديرية العامة لأمن الدولة محضر ضبط بحقّ صاحب سوبرماركت في منطقة صيدا، بعدما ضبطت احتكاره مواد غذائية مدعومة، ولا سيما حليب الاطفال.