لا داعي لإقالة الرئيس عون…. فإن عهده انتهى

كتب (عامر ارناؤوط)

ما تزال تغريدة النائب أنور الخليل، عضو تكتل التنمية والتحرير النيابي،  الذي يرأسه الرئيس نبيه بري، تتفاعل على كل المستويات ، سيما وأنها “الأصرح”، والأكثر جرأة ، بين مثيلاتها من التغريدا”.

تلك التي قاربت موضوع تشكيل الحكومة ، ومصير “المهمة”، بإزاء التعنت اللبناني ، المتمثل في حرب “الأوهام”، التي يخوضها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

النائب الخليل ،وهو المتزن ، الذي لم يعرف عنه يوماً  ، دخوله في المهاترات ، أو اشتراكه في حملات الردود الهابطة ، التي تحملها يوميات السياسة اللبنانية ، بين الحين والآخر، شكلت مداخلاته وتعليقاته غالباً ، صوت العمق الاستراتيجي للمراحل السياسية ، وتحديداً ، انعكاس التفكير العميق والراسخ ، لما هو عليه ، موقف الرئيس نبيه بري.

ولعلّ كلامه عن حتمية تكليف الرئيس الحريري ، قبل تسميته مؤخراً ، في خضم التكهنات والمراوحات حينها ، يشكل دليلاً واضحاً ، عما تمثله تصريحات هذا الرجل “الشيخ والحكيم“.

في المقابل ، فإن الرئيس ميشال عون ، القارئ في كل كتب التحديات والمواجهات ، لن يستطيع سمعه ، بلوغ اللغة الرصينة والهادئة ، التي تناول فيها النائب أنور الخليل ، مآل مصير لبنان ، فيما لو لم يستجب فخامته ، للغة العقل ، ويتخلى عن “أوهامه”، فيما يعني تجاوز الطائف، والعودة إلى أحلام اليقظة ، عبر فكرة “الإمارة”، التي ما تكاد تبرح رأسه ومخيلته.

هذه الإمارة، التي حمّلته إرث “العائلة” الثقيل ، وجعلته أسير ” القصر” ومستشاريه ،ودفعت به إلى خسارة كل حلفائه ، بدءاً بمن حملوه إلى القصر،  وصولاً إلى من دعموه وأيدوه ، وأخيراً وليس آخراً ، من خسروا كل لبنان من أجله ، فإذا به يراجع اتفاق التسوية معهم، ليدخل ربما في تفاهم جديد ، يظنه قادراً على إبقائه على عرش لبنان المهيض، ويضمن له استمراراً عبر صهره “المجتبى”، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه !! ، حسبما يراه “عمه” ، المفرط في تنزيهه ، حتى أوصله درجة القداسة ، ولو على حساب المعبد ورعيته.

ميشال عون، ربما لن يقرأ في تغريدة النائب أنور الخليل ، إلا من كتاب الرئيس نبيه بري ، لكنه بالطبع لن يستطيع تجاوز الكلام الواضح الصادر ، عن غبطة البطريرك بشارة الراعي، في عظة الاحد بالأمس ، التي دعا فيها صراحة، إلى تدخل أممي ، لعقد مؤتمر من أجل دعم الشرعية في لبنان، وتثبيت أركانها ، بما يمثل اعترافا واضحا ،  ومن أعلى مرجعية مسيحية ، بأن لبنان بلد فاشل، غير قادر على إدارة ذاته ، وأن على الأمم المتحدة ، ان تضع يدها عليه ، لتنظم له شؤونه ، وتشرف على انتاج دولته الحديثة ، وتثبيت سيادته،  عبر دعم جيشه فقط ، في مواجهة كل التفلت ، الذي أحاط بالمرحلة الحالية،  والذي يعيشه هذا البلد.

وبإزاء كل الحراكات الشعبية، التي ملأت الدنيا بصراخها ، من أجل الخلاص من الطبقة السياسية الفاسدة ، التي تحكم هذا البلد ، عبر تنظيم انتخابات،  بإشراف أممي ،يتمثل فيها الشعب اللبناني ، كما هو حاله اليوم ، ليكون هذا المجلس المنتخب ، المؤتمن على مسيرة التطوير والتحديث ، ومحاربة الفساد في لبنان.

إن عبارة “الفصل السابع”، التي حذر منها النائب أنور الخليل ، رئيس الجمهورية ، قابلتها دعوة البطريرك الراعي ، إلى “مؤتمر أممي” حول لبنان،  فهل هي توارد خواطر؟،أم أنها قراءة في السياسة الدولية ، التقت عليها أفكار النائب أنور الخليل ، مع عظة البطريرك؟

القارئ الجيد في السياسية ، يعرف أن “التموضع “، هو السمة البارزة للمرحلة السياسية الحالية في لبنان والمنطقة ، وإن من حسن الطالع فيه ، أنه  ما زال فيه عقل مستنير ، كالرئيس نبيه بري، وقلب عظيم يسع كل لبنان ، كغبطة البطريرك ، وإلا فإن على لبنان السلام.

نختم بما قاله الوزير مروان حمادة ، وهو من “شيوخ الدروز“.

لا داعي للسعي لإقالة الرئيس ميشال عون فإن عهده قد انتهى.