صوت الناس

علي فضل الله للسياسيين: لا تراهنوا على سكوت الشعب فهو لن يسكت طويلا وسيحاسبكم على ما جنت أيديكم

ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:

“عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به أمير المؤمنين، عندما جاء رجل يسأله: يا أمير المؤمنين، ندعو ونلح في الدعاء، ولكن لا يستجاب لنا، كيف ذلك والله يقول: {ادعوني أستجب لكم}، وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}؟ فقال الإمام: “إن قلوبكم خانت بثماني خصال: أولها: أنكم عرفتم الله، فلم تؤدوا حقه كما أوجب عليكم، فما أغنت عنكم معرفتكم شيئا. والثانية: أنكم آمنتم برسوله، ثم خالفتم سنته، وأمتم شريعته، فأين ثمرة إيمانكم؟ والثالثة: أنكم قرأتم كتابه المنزل عليكم، فلم تعملوا به، وقلتم سمعنا وأطعنا ثم خالفتم. والرابعة: أنكم قلتم تخافون من النار وأنتم في كل وقت تقدمون إليها بمعاصيكم، فأين خوفكم؟ والخامسة: أنكم قلتم ترغبون الجنة، وأنتم في كل وقت تفعلون ما يباعدكم منها، فأين رغبتكم فيها؟ والسادسة: أنكم أكلتم نعمة المولى، فلم تشكروا عليها. والسابعة: أن الله أمركم بعداوة الشيطان، وقال: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا}، فعاديتموه بلا قول، وواليتموه بلا مخالفة. والثامنة: أنكم جعلتم عيوب الناس نصب أعينكم، وعيوبكم وراء ظهوركم، تلومون من أنتم أحق باللوم منه، فأي دعاء سيستجاب لكم مع هذا، وقد سددتم أبوابه وطرقه؟ فاتقوا الله، وأصلحوا أعمالكم، وأخلصوا سرائركم، وأمروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، فيستجيب الله لكم دعاءكم”.

أضاف: “لقد وعد الله عباده بأن يستجيب لهم دعاءهم، ولكنهم يغفلون أنه شرط عليهم وفاءه لهم بوفائهم له، والتزاماته معهم بالتزامهم معه، ولذلك قال عز وجل: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم}. بهذه العلاقة المتبادلة بيننا وبين الله، يمكننا أن نواجه صعوبات الحياة، ونكون أقوى على مواجهة التحديات “.

وقال: “البداية من لبنان الذي يسير بخطوات سريعة نحو الانهيار بعدما لامس المصرف المركزي الاحتياط الالزامي إن لم يكن قد تجاوزه، وبدلا من أن تعمل كل أجهزة الدولة إلى استنفار جهودها وإعلان حال الطوارئ لاستعادة الأموال المنهوبة ولإيقاف مزاريب الهدر والفساد التي لا تخفى على أحد وسد منافذ التهريب وتحفيز الاقتصاد واستثمار مقدرات الدولة، لمواجهة هذا الواقع الاقتصادي والنقدي المتردي. تعود الدولة إلى ما اعتادته بمد يدها إلى جيوب المواطنين، رغم وعيها بالواقع الذي وصلوا إليه، بالحديث عن إيقاف الدعم عن السلع الأساسية وإن كان هذه المرة تحت عنوان جذاب وهو ترشيد الدعم، وذلك كله من دون أن يكون هناك خطة واضحة وعملية لكيفية تحقيق هذا الترشيد وضمان وصوله إلى الطبقات الفقيرة والمحتاجة وإن كنا نرى أن أغلبية اللبنانيين أصبحوا فقراء”.

وتابع: “نحن في هذا المجال نقف مع أي ترشيد مدروس وواقعي للدعم، يضمن أن لا تصرف أموال الدولة في غير موقعها، ولكننا نخشى أن يضيع هذا الترشيد كما ضاع الدعم أساسا في لعبة المحاصصات والمحسوبيات وأن يكون مقدمة لرفعه في المستقبل القريب وأن يكون الأمر من قبيل المسكنات. ونحن نرى أن الحل للواقع المأزوم لن يكون بالترشيد حتى لو تم على أصوله، فهو تأجيل للمشكلة لا حلا لها، فالحل الأساسي يتثمل في أن يقرر من يديرون الواقع السياسي ويتحكمون به بإيجاد الآليات التي تخرج البلد من هذا النفق المظلم الذي دخل فيه، وهذا يتم من خلال إدارة صحيحة لهذا البلد على كل المستويات وبتشكيل حكومة كفوءة، بعيدة كل البعد عن الحسابات الخاصة السياسية أو الطائفية أو المذهبية والمحاصصات والفساد. حكومة تملك الصلاحية المطلقة لتعالج المشاكل المستعصية، يؤيدها الجميع ولكنهم يرفعون أيديهم عن توظيفها لحسابهم”.

واعتبر أنه “لا يبدو أن هذا الأمر قريب المنال، لأن أغلب الطبقة السياسية لم تقرر بعد أن تخرج من حساباتها الضيقة ومصالحها الفئوية. ومن هنا فإننا ندعو اللبنانيين إلى أن يتحملوا مسؤوليتهم بأن يسمعوا صوتهم لكل الذين يتولون المواقع السياسية ويملكون أمرها، بأن كفى تلاعبا بمصير البلد ومصير أبنائه. إننا نقول لهذه الطبقة لا تراهنوا على سكوت هذا الشعب كثيرا فهو لن يسكت طويلا. وسيأتي اليوم الذي يحاسبكم فيه على ما جنت أيديكم”.

وتابع: “نبقى على صعيد ملفات الفساد التي تنشر عبر وسائل الإعلام أو غيرها، فإننا نرى من الأهمية بمكان أن تطرح هذه الملفات على اللبنانيين لزيادة الوعي لديهم ومعرفة ماذا كان يجري في دهاليز الوزارات والمؤسسات العامة من خلال الوثائق والأرقام. لكننا نخشى من أن يكون طرحها في إطار الصراع السياسي والمحاصصات التي تجري الآن بين القوى السياسية، حيث لكل منها وسيلة إعلامية. لذلك نجدد ما دعونا إليه سابقا، ونطالب القضاء بوضع يده على هذه الملفات لإظهار الحقائق، ولتحقيق العدالة ومنع إدخالها في إطار الصراع السياسي والكيدية السياسية، بحيث يكشف عنها لحساب وتغيب عند التسويات”.

ورأى أن “اللبنانيين يتطلعون لقضاء مستقل ونزيه، يبادر لفتح ملفات الهدر والإهمال والفساد، بعيدا عن أي حسابات سياسية وطائفية ومذهبية مهما علت المواقع، وعندها يمكن أن نطمئن بأننا خطونا الخطوة الأولى في طريق الألف ميل في الطريق إلى الإصلاح، وأن البلد يسير على السكة الصحيحة”.

وختم: “أخيرا إننا نحيي وقفة أهالي الجولان السوري المحتل في مواجهة جيش الاحتلال الصهيوني، وتصديهم لمحاولة العدو الاستيلاء على أراضيهم. هذا التصدي البطولي في مواجهة العدو يعبر عن الروح الوطنية الصادقة المتمسكة بهذه الأرض العربية العصية على الضم والمصادرة والاقتلاع، وهو أنموذج للإرادة الحرة الواعية التي تستدعي تضامن العرب والمسلمين معها لقطع الطريق على العدو في كل مخططاته وأطماعه، وهي رسالة ممزوجة بالدم لكل الذين طبعوا ويطبعون وسيطبعون”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi