مقال للقاضي الاستاذ راشد طقوش …مساهمة من المحامي الاستاذ همام عبد اللطيف زيادة

الرئيس راشد طقوش الزميل السابق في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى عن مدينة بيروت ورئيس الغرفة الثانية في محكمة التمييز اللبنانية سابقا تناول على صفحته مسألة تأليف الحكومة وانقلاب رئيس الجمهورية مدعوما من الحزب على الإتفاق مع الرئيس سعد الحريري بعد فرض العقوبات الأميركية على “الصهر” جبران باسيل.
همام زيادة.

بداية المقال.
عندما رشح الرئيس سعد الحريري نفسه لرئاسة الحكومة إعتقد أن بإمكانه أن يشكل حكومة إختصاصين غير حزبين خلال إسبوعين وفقا للمبادرة الفرنسية ، خاصة وأن كل الفرقاء الذين إجتمع بهم الرئيس الفرنسي وعدوه بتسهيل تشكيل الحكومة وصرح الرئيس الفرنسي أنه إذا لم يتم تشكيل حكومة تقوم بإصلاحات فلن يحصل لبنان على أي مساعدة ،
ولكن الرياح لم تجر وفقا لما يشتهيه الرئيس الفرنسي فبينما كانت الإتصالات بين رئيس الجمهورية والرئيس سعد الحريري تحرز تقدما تغير الوضع كليا بعد أن فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على الوزير السابق جبران باسيل إذ إنقلب رئيس الجمهورية على الإتفاق مع الرئيس الحريري كما أشارت إلى ذلك بعض الصحف التي صدرت يوم الأربعاء في ١٨ تشرين الثاني ٢٠٢٠ ووضع رئيس الجمهورية شروطا على الرئيس الحريري منها الإتفاق مع الوزير السابق جبران حصرا وهو الذي تشدد في شروطه وطالب بأن يسمي هو الوزراء المسيحين إسوة بالثنائي الشيعي وطالب بالثلث المعطل وبوزارة الطاقة وبالوزارات الأمنية ومن ضمنها الداخلية ووزارة العدل و….. ، وقد أيد حزب الله مطالب رئيس الجمهورية وجبران باسيل بعد أن إعتبر أن سبب العقوبات على جبران باسيل هو تحالفه مع حزب الله ،
إذا كان رئيس الجمهورية وجبران باسيل وحزب الله يعتقدون أن تعطيل تشكيل الحكومة سيؤثر على الولايات المتحدة الأميركية فإنهم مخطؤون لأن المتضرر الوحيد من عدم تشكيل حكومة هو الشعب اللبناني الذي يريد حكومة تحل له مشاكله المعيشية والإقتصادية والمالية ،
فما ذنب أكثر من أربعة ملايين نسمة إذا فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على النائب جبران باسيل ؟؟؟
ما ذنب الشعب اللبناني حتى يفرض الرئيس عون وصهره وحزب الله عقوبات عليه من أجل شخص واحد ؟؟؟ مهما كان هذا الشخص فإنه لا يمكن وضعه في كفة والشعب اللبناني في كفة ، فلا يوجد شخص أكبر من البلد
ألا يكفي ما حل بالشعب اللبناني من جوع وبطالة وفقر ومرضى يموتون على أبواب المستشفيات أو بسبب فقدان الدواء ؟
ألا يكفي سرقة أموال المواطنين المودعة في المصارف ؟
ألا يكفي نهب أموال الخزينة والذي أدى إلى إفلاس البلد؟
أين العهد القوي والرئيس القوي ؟
القوة تقاس بالإنجازات وليس بالشعارات ، فأين هي هذه الإنجازات ؟؟؟
للأسف إن هذا العهد هو أسوأ عهد بتاريخ لبنان منذ قيام دولة لبنان الكبير ، بل وحتى أسوأ من عهد بشارة الخوري ففي عهد هذا الأخير كان الفساد محصورا بزوجته وإبنه خليل وشقيقه سليم ، أما اليوم فإن الفساد موجود في معظم الطبقة السياسية الحاكمة .
راشد طقوش