صوت الناس

عون يكلّف دياب… نهاية “العهد القوي”

عون يكلّف دياب… نهاية “العهد القوي”

مصطفى العويك – الجريدة – لبنان

عرف اغلب اللبنانيين دولة الرئيس المكلف حسان دياب خلال توليه وزارة التربية في حكومة دولة الرئيس نجيب ميقاتي، وسطع نجمه الحسن في ما عرف بـ”نكتة المجلّد” التي اعطت انطباعا عن شخصه، وهو الذي ضم صورا للوزير “ببوزات” مختلفة، ضاحكا بخجل، مبتسما للكاميرا، مصغيا لزملائه الوزراء وهم يتحدثون، مقهقها مع بعض الوزراء من اصحاب الحضور الخفيف والكلام اللطيف، ولطالما كان القاسم المشترك في كل هذه الصور تسريحة شعر معاليه الأخاذة التي جذبت اليه المعجبين من كل حدب وصوب، مما اضطره الى أرشفة بوزاته في كتاب على نفقة الدولة اللبنانية.

وعرفناه أكثر من خلال ممارساته في الوزارة، من اغداقه التراخيص المدرسية والجامعية على الحلفاء والشركاء يومذاك في الحكومة، ومسايرته غير المبررة لمدراء المدارس المتورطين بملفات فساد، وصولا الى طلبه تسمية احدى المدارس على اسم والدته الكريمة.

الا ان ما نقله كثر ممن عاشوا تجربة الوزير دياب في الوزارة وهم من اهل الوزارة وخاصتها، تمحور حول رجل آخر كان هو الوزراة بكل تفاصيلها وملفاتها وقراراتها، رجل ينص القرارات والحسان يوقعها، يخطط لكل ما هو مرتبط بالمناقلات الادارية والتربوية وصرف الاعتمادات وفوق ذلك يحصل على توقيع الوزير بالشكل الذي يريده. فلقد كان دياب وزيرا موقعا فقط، لما يؤمر به من الثنائي الشيعي عبر وزير التربية الفعلي الاستاذ غسان شكرون.

التاريخ يستنسخ نفسه، كما في الوزارة اليوم في رئاسة الوزراء

اليوم كلف البروفسير دياب ليشكل الحكومة العتيدة. وهذا التكليف الذي يجعل منه طرفا لعدم تسميته من طائفته اولا، ولعدم قبول الحراك به، وتاليا عدم حصوله على حد أدنى من التوافق الوطني، سينقل تجربة دياب في التربية الى رئاسة الحكومة.

فدياب اعتاد ان يكون ملحقا بأصحاب القرار، وصفة اللحاق ليست عيبا نعيرّه به، انما هي توصيف لشخصيته وسلوكياته المتكئة على نرجسية قاتلة لكنها جبانة ومترددة، لا تحب الظهور امام الاقوياء، تجلس معهم لتُحسب عليهم وتحتمي بهم، لكنها تخاف ان اطلقت العنان لصاحبها ببلورتها في سلوكياته، ان تفضحه أناه المتعالية فتفقده الامتيازات التي اهديت له والتي من خلالها حصل الاخرون على مبتغاهم ونال هو لقب معالي الوزير الذي يُقرَّر له ويوقع.

الحزب وباسيل لرئيس حكومة

قبل ان يضع رئيس الجامعة الاميركية في لبنان الدكتور فضلو خوري، اسم الدكتور دياب من بين اسماء عديدين كمستقلين ومختصين ليتولوا وزارت معينة، كانت “ماكينة” العهد القوي المنصهرة في ماكينة الحزبلاهي، تفكر الى جانب أخذها وردها مع دولة الرئيس سعد الحريري، بشخصية سنية ضعيفة في تمثيلها، قوية في الدور الذي تلعبه، فكان دياب حاضرا بقوة من خلال شخصيته الواهنة ووظيفته كنائب لرئيس الجامعة الاميركية، وبهذا تتلاقى مصالح حزب الله والتيار الوطني الحر معا: الحزب يرى فيه رئيسا مقبولا غربيا طالما انه ورد في لائحة رئيس الجامعة المتهم من قبل الحزب اصلا انه تماهى مع الثوار ومطالبهم، مع ما تحمله الجامعة الاميركية من دلالات ورمزية، والتيار الوطني الحر يرى فيه رئيسا مناسبا لاستكمال قضمه للمؤسسات العامة تحت ذريعة استعادة حقوق المسيحيين.

فالحزب يفتح من خلال موقع دياب الاكاديمي نافذة تطل على التفاوض الايراني الاميركي وهذا ما لن يحصل، وباسيل سواء شارك في الحكومة، ان تشكلت، او لم يشارك، لا شك انه سيكون الرئيس الفعلي لها ووزير كل الوزارات، وما دياب سوى كومبارس برتبة رئيس حكومة.

وهما يكابران ولا يكترثان لمستقبل البلد، ولو كانا كذلك هل كانا ليصوتا ومن معهم، في الزمن الذي يتطلب قرارات شجاعة وجريئة ومتقدمة بهدف انقاذ البلاد، للشخص الذي يعجز ان يتخذ قرارا يبعد فيه طالبا في صفه عن صديقته؟؟…

النرجسية المختبئة خلف المهادنة لنيل المناصب، لا تصنع رؤساء حكومات، والكومبارس لا معجبين لديه يخاف خسارتهم، لذا فان تسمية دياب لن تؤثر فيه وعليه، انما ستأكل بشراهة من رصيد شعبية من رشحه وكلفه…والكلفة ستكون كبيرة على لبنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi