قصيدة لشاعر فلسطين الاديب الاستاذ مروان الخطيب/بينَ الشِّعرِ وغزَّة…!

بينَ الشِّعرِ وغزَّة…!

 

وفي ظِلَالِ الشِّعرِ،
في مَدى الأدَبْ،
وحَرفُكَ التزامٌ،
وحِبرُكَ اقتحامٌ،
وأنتَ في أوجِ التَّعَبْ،
كأنِّكَ السَّباحُ في حُمَّى اللَّهبْ…!،
لا تُرْتَهَنْ،
بل تعبرُ النِّيرانَ،
أطواقَ المِحَنْ،
لا تنحني للمَارِقَاتِ السُّودِ،
في صَعْدِ الفِتَنْ،
بل إنَّكَ العالي صلاةً في الوَرَى،
بينَ النُّحَاسِ والحَدِيدِ،
لمْ تكنْ إلَّا الذَّهبْ،
إلَّا المُرَقَّى صَائناً عَهْدَ القَوافِيْ،
مهرُها حِبْرٌ كَدَمّْ،
والمدى نحوَ القِممْ…،
ذاكَ التزامٌ في تحاليقِ الأدبْ…!.
*****
على صهوةِ الشِّعرِ الشَّفيف، وعلى طوفانِ الكلمِ الهَدورِ النظيف، نلتقي اليومَ في سِباحةٍ مع الوجدان اللَّهوب، والنَّبضِ الشَّهُوب، ونُحَلِّقُ فوقَ فلسطينَ تراتيلَ عِقبان، وأفياءَ سنديان، وشميماً من زيزفونٍ وبيلسان!.
هنا للحرفِ معنى وفحوى الأبجدية، هنا رُحاقُ اللَّيلكِ والياسمين، وعُرُوجٌ مُحَنَّىً بتحاليقِ غزَّةَ والدِّما والمريميَّة، ومن هنا نشرفُ على عكَّا وصفدَ والنَّاصرةِ وجنين، ونعلو في الآفاقِ نوراً وحُبُوراً، ونكتبُ ملحمةَ اليقين!.
هنا نستقي من الفيافي والصحارى الماءَ الصُّراحَ المعين، ونعلولي مع العادياتِ الصَّافناتِ فوقَ الرَّزايا والمنون، ونقولُ بالفم الملآن، بالشِّعرِ النَّديان، بالأدبِ الفينان: لا، لا، لا لسُقُوطِ المثقفين، ولا لتردِّي الناسِ أجمعين، ولا لقيودِ القهرِ والعنجهيَّة، لا للإمبريابية، لا للكولونياليَّة، ولا للبلطجةِ الرأسماليَّةِ الأمريكية والغربية، ولا ثم سبعة آلاآف لا للاحتلالِ والصهيونيَّة، ونعم لغزةَ الفداءِ والأبية، ونعم لفجرِ الظَّفرِ يسيرُ على نورٍ ونصرٍ في كلِّ فلسطين المقدسةِ السَّخيَّة…!.
هنا في فُسحةِ الأحلامِ الجرمقيَّة، الكَرمِليَّة، والمقدسيَّة، نقومُ أدباً رفيعاً جناحاهُ الوفاءُ والوفاء، ومداهُ الفداءُ والإباء، وتحاليقُهُ من رُحاقِ الزعترِ والنقاء، فلا نامت أعينُ السَّاقطين في عهُرِ التَّعريّ والتقهقرِ والخُنوع…!.
هُنا فاطمةُ، كجفرا تزنبقُ الأفقَ والمكان، وتُمَسِّكُ بشذا الصَّندلِ الزَّمان، فتنمو أكمامُ الورودِ والأقحوان، وتبتسمُ دماءُ الشهداءِ كصهيلِ الأرجوان، وتغفو الآمالُ حوالمَ بالفجرِ المُرتِّلِ للضِّيا والكهرمان…!.
هُنا غزَّةُ قاهرةُ القهر، سافكةٌ نياطَ الذُّلِ والعُهر، ومُبحِرةٌ في أريجِ الليمونِ وعتقِ الزيتون…!.
هُنا غَزَّةُ تكتبُ ملحمتَها بأحمرِ الصَّاعدينَ إلى عَدْنِ الجَنَّةِ والملكوت، من أبنائها الأبرار الأغيار، في جباليا والنُّصيرات، وفي كلِّ بقعةٍ من تُرابِها الطَّهورِ الغَيور، وترسمُ ملامحَ الصُّبحِ الآتي كاليقين، وتُثبتُ لكيسنجرَ المقبور، ولبايدنَ العَهُور، ولنتياهو الآسنِ الفَجُور، بأنَّ السُّنَّةَ الإلهيَّةَ في الكونِ والحياة، ثابتةٌ لا تتغير، وليعذرني أبو القاسمُ الشَّابي لاستبادالِ كلمةٍ بأُخرى:
” إذا الحقُّ يوماً أرادَ الحياةَ
فلا بدَّ أنْ يستجيبَ القدرْ”.
هنا غزَّةُ قصيدةُ القصائد، وقِبلةُ الإباءِ في العطاءِ والفداءِ والصَّفاءِ والنَّقاءِ والمساجد، وبوصلةُ الصُّعودِ إلى الغارِ والمجدِ والانتصار…، وإنَّ غداً لناظرِهِ لقريب…!.

مَروان مُحمَّد الخطيب
9/6/2024م