المركز الثقافي الإسلامي بيروت /الزكاة وأثرها الايجابي في المجتمع للشيخ الدكتور / أحمد محمد فارس. رئيس جمعية متخرجي الأزهر في لبنان. وعضو الهيئة العامة في المركز الثقافي الاسلامي في بيروت

الزكاة لغة : النماء . يقال: زكا الزرع أو المال اذا كثرونما. وشرعا : اخراج جزء مقدر من المال ودفعه الى المصارف المذكورة في قوله تعالى :”انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله و الله عليم حكيم .”

ومناسبة المعنى الشرعي للمعنى اللغوي: أن الجزء المقدر الذي يخرج من المال يحصل به النماء والبركة لأصل المال. قال الله تعالى : “يمحق الله الربا ويربي الصدقات ” أي يضاعف ثوابها . ومن حكمها : شكر نعمة الله. كما أنه من حكمة الصلاة شكر نعمة البدن. وقد أمر بها القرآن الكريم مجملة. فقال تعالى:”وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة “. وورد في الحديث الصحيح مفصلا لزكاة الذهب والفضة والقمح والشعير والتمر والابل والبقر والغنم ماعزا أو ضأنا .ومن ادلة وجوبها قوله تعالى: “فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم”. وظاهر آية مريم أم عيسى – عليه السلام – أمر بالزكاة: قال تعالى: “وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ” . فقرن العبادة المالية بالعبادة البدنية كما قرنتا في خطاب المسلمين في قوله تعالى :” وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة”.

وما أديت زكاته من المال يجوز لصاحبه أن يتصرف فيه بالادخار والانفاق بطريق من الطرق التي تقتضيه المصلحة. ووجوب اخراج ما زاد على الحاجة.

و ذكر القران الكريم في آية :” إنما الصدقات” مصارف الزكاة ومن بين المستحقين المؤلفة قلوبهم. وكان – صلى الله عليه و سلم – يعطي من الزكاة صنفا أسلم على ضعف.

وذكرت الاية في جملة المصارف في سبيل الله. والمراد منه الجهاد باتفاق العلماء. فيصرف قسط من الزكاة على الفقراء المجاهدين والسلاح والمصانع وبناء القناطر وما يستعمل له من وسائل الدفاع والجهاد في سبيل الله .

وتجب الزكاة في الفواكه والخضروات …

والزكاة ليست منحة من الغني للفقير . بل هي واجب الأداء وركن من الاسلام يجب النهوض به ودفعه الى مستحقيه. ليستطيع الفقير أن يعيش عيشة طيبة . وفي ذلك تقوية لأواصر المجتمع وتثبيت لأركانه .