المركز الثقافي الإسلامي بيروت /العلماءُ المسلمون والعرب… بقلم د. إبراهيم حلواني (26) … ابنُ عراق: منصورٌ بنُ عليٍّ بنِ عراق

نحن نَدينُ بالشكر العميق لكل الباحثين العرب وغيرِ العرب، ومنهم مؤرخون غربيون، الذين بحثوا ومَحَّصوا في المخطوطات العربية القديمة وكشفوا لنا عن أعمالِ أسلافنا في مجالات العلوم. لقد ترك لنا العلماءُ المسلمون والعربُ إرثًا علميًّا يحق لنا أن نفتخرَ به بعد أن طمسَ الغربُ الحقائق ونسبَ الكثير من الأعمالِ إلى علمائِه، بَغيًا وجُحودًا ونُكرانا.

منصورٌ بنُ عليٍّ بنِ عراق

المولد: 349 هـ – 960 م، خوارزم (إقليم بين أزباكستان وتركمانستان)

الوفـاة: 427 هـ – 1036 م، عن 76 سنة، غزنة، أفغانستان

كان أميرًا من أمراء بني عراق.

برعَ في الرياضيات وخاصة في علم الفلك وعلم المثلثات.

أنشأ في خوارزمَ، بمساعدة حاكمِها عليٍّ بنِ مأمون، مرصدًا ومدرسةً درَسَ فيها العالمُ الكبير أبو الرّيحان البيروني. وكان البيرونيُّ يُجلّه ويكنّ له احترامًا بالغا.

كان بينه وبين البيرونيّ وابن سينا مراسلاتٌ عديدة في الفلسفة والفلك والرياضيات، وقد اعترف كل منهما بمكانة ابن عراق العلميّة في تلك العلوم.

في الهندسة وعلم المثلثات

درسَ ابنُ عراق الهندسة دراسة مفصلة كما يتضح من آثاره فيها:

• رسالةٌ في الدوائر التي تُحدد الساعات الزمنية،

• رسالة في تصحيح بعض نظريات مينيلاوُس في الكريّات (أي الكرات)، وقد طبعها “كراوس” في برلين سنة 1936 م،

• رسالة في كتاب الأصول لأقليدس.

• من أهم أعمال أبي نصر حلولُه للمثلثات الكروية (أي المرسومة على سطح كرة)، وقد استفاد منها العلماءُ العربُ والمسلمون الذين جاؤوا بعده، ومن أبرزهم نصيرُ الدين الطوسي.

• من مساهماته الكبيرة في علم المثلثات قانونُ الجَيْبِ في المثلث المستوي والمثلثِ الكروي، ومفهوم المثلث القطبي.

• أسْهَم مع آخرين في تطوير علمَيْ الجبر الهندسي والهندسة الجبرية باستخدام القطوع المخروطية لحلّ معادلات جبرية مترتبة على مسائل تثليث الزاوية.

في الفلك

اهتمَّ ابنُ عراقٍ اهتمامًا بالغًا في الآلات الفلكية، حيثُ كانت له أعمالٌ مفيدة ورائدة ذُكر منها:

• المجسطيّ الشاهي،

• رسالةٌ في براهين أعمال جداول التقويم،

• رسالة في صنع الأسطرلاب،

• رسالة في مجازات دوائر السماوات في الأسطرلاب،

• رسالة في كرويّة السماء،

• رسالة جدول الدقائق.

كان أبو نصر بن عراق ناقدًا وممحّصًا كبيرا في مجال علم الفلك، فقد صحّحَ زِيجَ الصفائح (الزيجُ كتاب يتضمن جداولَ فلكيةً يُعرفُ منها سيرُ النجوم، ويُستخرج بواسطتها التقويم) لابي جعفرٍ الخازنِ الخُراساني، الأمرُ الذي جلب لابن عراق شهرةً عظيمة في محيطه.

أوجدَ طريقة فريدة لتحديد أَوْجِ الشمس.

ألّف كتابًا عن طرق تساعد في تحديد القبلة مستعملا السَّمْت (منها جاءت كلمة Azimuth، وهي زاوية على الكرة تساعد على تحديد الاتجاه).

أسهمَ ابنُ عراق في تطوير جداول مثلثاتية كان لها دورها في حل مسائلَ فلكيةٍ وفي تطوير علم الهندسة الكرويّة.