المركز الثقافي الإسلامي بيروت / رمضان الخير مهلاً سليم عبد الرحيم سربيه المدير التنفيذي في المركز الثقافي الاسلامي

يا له هذا الضيف الذي ننتظره كل سنة، وما اعز منه ضيف مبارك، أنه رمضان الخير، رمضان المحبة، رمضان التلاقي والجمعة العائلية، رمضان الايمان والصلاة والصيام والتقرب إلى الله.

ننتظره ونعد الايام لحلوله، وما أن ما زلنا نرحب به وتتمتع بأيامه المباركة حتى ينذرنا بوقت رحيله، وترانا بدأنا التعلق به لدرجة العشق لأن عشقه وحبه من الله.

لما العجلة يا رمضان الخير، ونحن بحاجة إلى كل ساعة من أيامك أكثر من أي وقت مضى، والى بركتك والعالمين العربي والإسلامي يمران بأسوأ أيامهما منذ بداية الحياة.

لما العجلة وفلسطين تستجير بك وغزة تستغيث بالله وبك لأنك مبارك من الله وأكرمك وانزل بك القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وجميعنا ننتظر ليلة القدر التي هي خير من الف شهر.

نعم رمضان، تمهل بالرحيل، لتعم علينا بركتك أكثر واكثر، بعد أن ضاعت البركة وفارقنا الخير وأصبحنا نبحث عن الطمأنينة بين زواريب الطمع والجشع والكذب التي ضربت شوارع لبنان والايادي مرتفعة التضرع لله عز وجل أن يزيل عنا الهم والغم والذلة.

ونحن أصبحنا في النصف الثاني من رمضان، ومنتصفه مغفرة، اللهم تولانا برحمتك ومغفرتك وارفع عنا غضبك لأن الحَزَن أصبح شديداً علينا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا لأنك أرحم الراحمين ومغيث المستغيثين.

رمضان الإيمان، لا نريد أو نعد أيامك المتبقية، لا بل نريد أن نتبارك ونفرح بها أكثر لأنك افضل الهدايا من الله تعالى للإنسان وخاصة للذي يريد أن يتوب توبة نصوحة ويعود إلى طريق الصواب بعد أن اغرته الحياة بشهواتها وملذاتها واتبع نفسه الأمارة بالسوء..

رمضان، أوله رحمة، اللهم اجعل ما مر علينا رحمة دائمة، وأوسطه مغفرة، اللهم اغفر لنا وتب علينا يا تواب يا رحيم. وآخره عتق من النار، اللهم أعتق رقابنا من النار واهدنا الصراط المستقيم وبلغنا ابواب جنتك.

رمضان الخير مهلاً والدمع في العين تغرورق لأننا بدأنا نشعر بالغربة التي كنا بها قبل مجيئك، نعم غربة، لأن الفقر في الوطن غربة وعدم الاستقرار غربة والقلة غربة، وأيامك التي تشعرنا بأنك الرفيق المحب بخيرك وبركتك الإيمانية.

كل عام والأمة الإسلامية بخير، على أمل أن تبقى بركة رمضان تعم علينا حتى بعد رحيله، ويا ليت كل الأشهر رمضان.